بثوب أبيض ظهرت بين الزحام، تتشح بالبياض حتى أصبحت كحمامة السلام في الأرجاء، خلصت نفسها من تكدس الآلاف الذين خرجوا في السودان، ووسط الصخب والهتافات، كسر الأرجاء صوت ناعم قوي علا فجأة، اتجهت أنظار الحضور نحو هذا الصوت، امرأة في مقتبل العشرينيات من عمرها، اعتلت إحدى السيارات فاتخذتها منصة لها، ترفع سبابتها وتشيح في الجموع، فالتفتوا لها واجتمعوا حولها، كلماتها لامست آذانهم فحمستهم، عبّرت عنهم وعن مطالبهم فسمّوها كنداكة السودان، ليردّد المتظاهرون وراء كل بيت شعر تلقيه كلمة "ثورة".