الخيرات هي أصل الشرور . هذه المقولة وردت في كتاب النجاة للفيلسوف الفارسي المسلم بن سينا في تعليقه علي التصور الفلسفي للشر في الوجود الانساني . اأنطلق من هذه المقولة لأسألك هل تذكر شرًا قد ارتكبته في حياتك ، إنك ان كنت صادقا مع نفسك فستجيبني بنعم بالتأكيد وإن كنت كاذبا مع نفسك فستجيبني بلا ، لكنني أقول لك فيالحقيقة انت لست صادقا ولا كاذبا فأنا الذي قد وضعتك في هذه المعضلة ، معضلة الشر . معضلة الشر هو اسم لكتاب للفيلسوف دانيال سبيك الذي كان مدخلا مثاليا لواحد من اعقد النقاشات المعاصرة وهو النقاش حول مشكلة الشر ووضع مفهوم معين له حتى ان الكتاب يتعمق بالقارئ حتى يصدمه بعدة أسئلة ربما معظمنا لم يعتد ان يسأل نفسه هذه الأسئلة . كما قلت نحن لا نسأل أنفسنا ما قد ارتكبته في موقف ما كان شرا اما ارتكبه الاخرون تجاهي كان شرا لاننا نخلط الشر والخير بالسئ والحسن فما هو حسن بالنسبة لي هو خير بالضرورة وما هو سئ بالنسبة لي هو شر بالضرورة لكن ألم تسأل نفسك من قبل أليس الجيد بالنسبة لي هو الشئ بالنسبة لغيري والسئ بالنسبة لي هو الجيد بالنسبة لغيري . العبارة الاخيرة يمكنك ان تستخلصها من فلسفة نيتشه في كتابه هكذا تكلم زرادشت بأن من يتمني الخير المطلق للجميع هو شريرا بالغ الشر لأنني سأحيلك الي هتلر وهو أحد سفاحي التاريخ البشري وقد أصلفني كتابه الشهير "كفاحي" رؤيته الاخلاقية للعالم بعد ان ينتصر الجنس الآري ويسود العالم وبعد ان تتم إبادة اليهود أصل كل الشرور من وجهة نظره وان في هذا كما يقول هتلر خلاص البشرية على يده ، أليس هذا تصورا غارق في الاخلاقية بل والمثالية ان أردت .. إن الشر أخلاقية مفرطة حقا . نيتشه أيضا وضع مفهوما جديدا وصادما للخير وهو أن تسدي المظالم لمن يطلب منك الشفقة بدل ان تعطف عليهم ففي ظلمهم تحريرهم من ربقة استدرار العطف عليهم من غيرهم . إن الشر مفهوم نسبي بل غارق في النسبية فلتتمهل قليلا ريا عزيزي قبل أن تصف شخصا بأنه فاعل خير أو فاعل شر فقد تكون أنت حينها فاعل الشر الحقيقي.