الأمومة كلمة تحمل فى طياتها معانى كثيرة لا يمكن أن يصفها قلم، مهما استطاع أن يستحضر كلمات وتوصيفات تعبر عنها، وبين الأمهات المصريات هناك الكثير من الحكايات وقصص الكفاح والتضحية فى سبيل النجاة بأولادهم، منهم من تخلى عنها زوجها أو توفى وتركها هي وأولادها في مهب الريح، ومنهن من كافحت وناضلت وسهرت وتألمت لمرض أبنائها أو زوجها مرضًا خطير أو مزمنًا، وفي هذا التقرير نستعرض قصة سعدية ثابت فليت حنة الله، واحدة من أمهات مصر اللاتي كافحن في الحياة بعد وفاة زوجها إثر إصابته بمرض الصرع واستطاعت أن تصل بأبنائها الثلاثة إلى بر الأمان وتوجت بلقب الأم المثالية لعام 2019 . بداية القصة : سعدية ثابت فليت حنة الله 63 سنة من محافظة المنيا ، تزوجت الأم من موظف حكومي ورزقت بثلاثة أطفال وأصيب زوجها بمرض الصرع ، عانت سعدية مع زوجها طوال فترة العلاج التي استمرت 9 سنوات حتى توفى عام 1985 ، تاركًا لها 3 أبناء الأول في الصف الأول الابتدائي والثاني 5 سنوات والثالث 3 أشهر ومعاشا زهيدا 55 جنيها فقط. معاناة فى ظل المعيشة الصعبة: استطاعت الأم أن تواجه صعوبات الحياة المضنية بعد أن أصبحت تقوم بدور الأب والأم فى نفس الوقت، فهي المسئولة عن أبنائها ورعايتهم حيث لم تجد السند من أهل زوجها حتى أنهم رفعوا عليها قضيه لأخذ وصاية الأولاد منها وبفضل الله لم يحدث ذلك وأصبحت الوصايا للأم. وعلى الرغم من فقدان الأم لحلمها منذ طفولتها بأن تكمل دراستها في المدرسة حيث أخرجها والدها من التعليم وهى في الصف الثالث الابتدائي وذلك لرعاية أشقائها ، إلا أنها أصرت على تعليم أبنائها وحصولهم على الشهادات الجامعية. نهاية كفاح وثمرة جهد: وبعد معاناة وتعب وجهد متواصل استطاعت سعدية أن توصل أبناءها لدرجات تعليمية متميزة حيث حصل الابن الأول على بكالوريوس تجارة ويعمل حاليًا رئيس قسم التسويق بأحد الشركات، والابن الثاني حصل على بكالوريوس فنون جميلة وتم تعيينه من أوائل الخريجين، والابن الثالث بكالوريوس خدمة اجتماعية ويعمل أخصائيا اجتماعيا بإدارة تعليمية وقد تزوجوا جميعًا وأنجبوا . صعوبات جديدة ولكن تغلبت : ولأن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة إلا أن سعدية لم تستطع التقاط أنفاسها بعد مشقة طويلة فقد واجهت الأم معاناة أخرى، وذلك عندما أصيب الابن الأكبر بفشل كلوي واحتاج غسيل كلوي أو زرع كلى فلم تتردد الأم في بيع كل شيء من أجل إجراء العملية إضافة إلى تبرع بكليتها لابنها وهى في سن 57 سنة وعلى الرغم من خطورة ذلك عليها إلا أنها أصرت وتبرعت بها لابنها .