بعد نزاع دام ثلاثة أعوام، استطاع الوفد المصري بقيادة وزير الخارجية الأسبق نبيل العربي، استرداد طابا من إسرائيل، بعد محاولات مضنية، ومرافعات شاقة، انتهت أخيرًا برفع العلم المصري على طابا في 19 مارس 1989. هذا اليوم يعد عيدًا للدبلوماسية المصرية، وللوفد القانوني برئاسة الدكتور نبيل العربي، الذي يعد صندوقًا أسودًا لحكايات كثيرة عن استرداد طابا، ومن بين تلك الحكايات موقف يرويه الدكتور نبيل العربي بنفسه في كتابه الذي صدر منذ سنوات ( طابا – كامب ديفيد - الجدار العازل) ، وذكره أيضًا في إحدى حلقات برنامج "معكم" لمنى الشاذلي، وتسبب في بكاؤه. هذا الموقف كان خلال الاحتفال بتحرير طابا عام 1989، ورفع العلم المصري في حضور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ووفد من الفنانين يضم وحش الشاشة فريد شوفي، والفنانة يسرا، والفنان هشام سليم، هذا الطبع في حضور نبيل العربي والوفد المصري القانوني الذي نجح في استرداد طابا. عن ذلك يقول نبيل العربي " قبل مرافقة مبارك إلى رفع العلم على طابا طُلبت لحضور اجتماع في مجلس الشعب يتحدث فيه المشير أبو غزالة، وزير الدفاع الأسبق، لكن تم إلغاء الاجتماع وقيل لنا أننا سنذهب مباشرة إلى طابا ليرفع مبارك العلم ويسلم علينا جميعًا". وبينما كان الوفد ينتظر تكريم مبارك، ظهر كل من الفنان فريد شوقي، والفنانة يسرا، والفنان هشام سليم ينادونه مبارك "ياريس ياريس".. فذهب ليسلم عليهم ولم يصافحنا، ولم يصافح الوفد القانوني كما كان متوقعا. هذا الموقف تسبب في بكاء العربي خلال حكايته على شاشة قناة سي بي سي، وهو ما اعتبره تجاهًلا من الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكل الجهود المضنية التي قام بها الوفد المصري طوال ثلاثة أعوام، لكن التكريم الأخير الذي حظى به العربي والوفد القانوني من الرئيس المؤقت عدلي منصور أثلج صدره، وعن هذا يقول العربي " ما يؤلمني أن عدد كبير من وفد استرداد طابا مات دون تكريم، لكن يكفيني التكريم الأخير" ، في إشارة منه إلى تكريم الرئيس المؤقت عدلي منصور لهم.
