في محاولة بائسة منها للدفاع عن تطبيعها مع إسرائيل، كتبت منى البرنس الأستاذة الجامعية المفصولة من كلية الآداب بجامعة قناة السويس، مقالا على صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تدافع فيه عن مقابلتها للسفير الإسرائيلي، قائلة: إنها كانت تعرف أنها ستدفع ثمن لقائها ب"العدو". وتابعت منى البرنس التي أثارت جدلا في وقت سابق بفيديوهات الرقص، إنها مثلها مثل كافة المصريين نشأت على أن إسرائيل عدو ومحتل يغتصب أراضي الفلسطينيين، وإنه أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك كانت دائما عناوين الصحف مخصصة للحديث عن القضية الفلسطينية. وادعت في مقالها أن ذلك الأمر كان لصرف المواطنين الانتباه عن المشاكل الداخلية، فكانت النتيجة أن تبنى المصريون القضية الفلسطينية واعتبروا أن مصيرهم الشخصي يعتمد عليها. وحاولت البرنس تصوير نفسها في صورة الضحية المدافعة عن الحرية الدينية داعية إلى الفصل بين "إسرائيلي" و"يهودي" قائلة: إنها كانت تمضي أوقاتا في كنس صغير بالقاهرة أثناء حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وفي محاولة لاستعطاف القراء، أشارت إلى أن اليهود كانوا موجودين في مصر مثل ليلى مراد والفانى نجوى سالم ونجمة إبراهيم وغيرهم، مسلطة الضوء على وجود حارة لليهود في مصر. وزعمت أنها كانت تتخيل اليهود كمخلوقات "وحشية" لا تشبه البشر بسبب العداء الشديد مع الفلسطينيين وخطب أئمة المساجد، مدعية أن الأمر بالنسبة لها استغرق سنوات من النضج والسفر والقراءة لتعلم أن "الإسرائيليين بشر مثلنا" على حد تعبيرها. وتعترف البرنس بلقاء العديد من الإسرائيليين ودخلت في مناقشات معهم حول الاحتلال والاستيطان، مدعية أن اللحظة الفارقة التي حولت قناعتها تجاه إسرائيل هي الحرب بين تل أبيب وحزب الله اللبناني في 2006 وأدركت وقتها أن تلك الحرب لا تخصها، مؤكدة أنها لم تزور إسرائيل. وتابعت قائلة: إنها قرأت كتب عديدة لمؤلفين إسرائيليين تعرفت من خلالها على أصوات مختلفة وشعرت حينها بمخاوف تلك الشعوب تجاه العرب، داعية إلى "التطبيع الثقافي" بين مصر وإسرائيل، وأنه بعد 50 عام من الآن سيكون الوضع مختلف. وقالت البرنس: إنها تعرف إنها ستواجه رد فعل عنيف في وسائل الإعلام وربما دعاوي قضائية أيضا، لكنها اتخذت تلك الخطوة إيمانا منها بالمستقل وأن الأجيال الجديدة ستختلف عن الأسلوب الذي نفكر به الآن، على حد تعبيرها. واختتمت مقالها قائلة: "لذلك، ورغم الثمن الذي عرفت أنني سأدفعه، قمت بمبادرة للقاء السفير الإسرائيلي في مصر ديفيد جوفرين نهاية 2018، لقد فعلت ذلك من أجل أن يصبح هذا المستقبل ممكنا، والمساعدة في خلق مساحة أدبية وثقافية لإزالة الأضرار التي أحدثتها السياسة وفتح الباب لاحتمالات جديدة من أجل مستقبل أفضل لنا جميعا".