السمك ومقاطعته !    «الزراعة»: تطوير بحيرة البردويل بسيناء بما يساهم في رفع إنتاجية الأسماك    حلم الكفراوى    وزارة التخطيط تشارك في المنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة بأديس أبابا    الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض .. وارتفاع أسهم التعدين 1.9%    اتصالات مصرية موسعة لإقرار الهدنة في غزة    سفير مصر في موسكو يشارك في اجتماع مبعوثي دول تجمع بريكس حول الوضع بالشرق الأوسط    تشكيل أهلي جدة الرسمي أمام الرياض في الدوري السعودي    تفاصيل جلسة أمين صندوق الزمالك مع قنصل مصر في غانا    جلسة تحفيزية لمدرب يد الزمالك قبل لقاء أمل سكيكدة بنصف نهائي كأس الكؤوس    موقف بيلينجهام.. قائمة ريال مدريد لمواجهة سوسيداد في الدوري الإسباني    ضبط 2.5 طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء في الإسماعيلية    «القطر مش هيتأخر».. مواعيد القطارات المتحركة بالتوقيت الشتوي بعد تطبيق الصيفي    اللحظات الأخير في حياة مسعد رضوان صاحب أغنية «يلا بينا».. «كان بيضحك مع أبنائه»    فى ذكرى تحرير سيناء| النصر يأتى بطاعة الله والالتزام بتعاليمه    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    أطلق حمامة بيضاء.. الملك فؤاد الثاني يزور القاعة الملكية باستاد الإسكندرية (صور)    خالد الجندي: مصر لن تفرّط في حبة رمل من سيناء    في اليوم العالمي للملاريا.. أعراض تؤكد إصابتك بالمرض (تحرك فورًا)    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    طريقة عمل البيتزا والمقرمشات من بواقي الفينو.. «مش هتبطل تجربها»    سبب غياب حارس الزمالك عن موقعة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    دعاء يوم الجمعة.. ساعة استجابة تنال فيها رضا الله    بعد إعلان استمراره.. ثنائي جديد ينضم لجهاز تشافي في برشلونة    وزير الرياضة يشهد انطلاق مهرجان أنسومينا للألعاب الإلكترونية    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    رئيس جامعة قناة السويس يُعلن انطلاق أكبر حملة تشجير بجميع الكليات    تفاصيل الاجتماع المشترك بين "الصحفيين" و"المهن التمثيلية" ونواب بشأن أزمة تغطية جنازات المشاهير    تفاصيل اجتماع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية برئاسة وزير التعليم العالي    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    حرب شاملة.. روسيا تحذر حلف الناتو من نشر أسلحة نووية في بولندا    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    الرئيس السيسي: نرفض تهجير الفلسطينيين حفاظا على القضية وحماية لأمن مصر    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    الين يهبط لأدنى مستوياته في 34 عاما أمام الدولار    إصابة ربة منزل سقطت بين الرصيف والقطار بسوهاج    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    أول تعليق من ناهد السباعي بعد تكريم والدتها في مهرجان قرطاج السينمائي    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمة تاريخية.. وقمة مصرية - ألمانية.. و10 لقاءات مع قادة وزعماء ومسئولي كبرى الشركات الألمانية والعالمية.. حصاد زيارة الرئيس السيسي لمدينة ميونخ
نشر في صدى البلد يوم 17 - 02 - 2019


السيسى خلال زيارته لمدينة ميونخ الألمانية:
التحديات التي تواجه القارة الإفريقية تتطلب تعاونًا مع المجتمع الدولي
الاتحاد الأفريقى فى 2019 يركز على مواصلة وضع خطط التنمية المستدامة موضع التنفيذ
مصر تعمل مع مفوضية الاتحاد الأفريقى على تدشين مركز إعادة الإعمار والتنمية
عدم تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ونهائية يمثل عاملًا رئيسيًا لعدم الاستقرار
قضية الأمن فى ليبيا تتطلب تقديم الدعم اللازم للمسار السياسي ولجهود المبعوث الأممي
قضية الهجرة واللاجئين تتطلب معالجة تتسم بالشمول والابتكار
القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ فرصة لمعالجة قضايا المنطقة
عدم تصويب الخطاب الدينى يؤثر على جميع دول العالم ولا فرق بين مسلم ومسيحي في مصر
المصريون جميعهم سواء لا فرق بين مسلم ومسيحى ولا وجود لأقليات دينية فى مصر
30 مليون مصرى خرجوا لرفض الفكر الدينى المتطرف
مصر تستضيف الملايين من اللاجئين من الدول الشقيقة
بعض الإرهابيين فى مصر يحملون جنسيات أجنبية
الإرهاب يهدد العالم ما لم يتم التعامل معه بشكل دولى حاسم
مواقع التواصل الاجتماعى تستخدم فى تجنيد الشباب ونشر الفكر المتطرف
سقوط دول في محيطنا أضاف عبئًا كبيرًا إلى مصر لتأمين حدودها
الدولة المصرية تقود مسيرة الإصلاح الديني
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى القاهرة عائدًا من مدينة ميونخ الألمانية، وذلك عقب مشاركته التاريخية فى مؤتمر ميونخ للأمن وإلقاء كلمة فى الجلسة الرئيسية للمؤتمر فى واقعة تحدث لأول مرة منذ تأسيس المؤتمر عام 1963 بأن يتحدث فى جلسته الرئيسية رئيس دولة غير أوروبية.
وشهدت الزيارة التى بدأها الرئيس السيسى إلى مدينة ميونخ الألمانية الخميس الماضى العديد من اللقاءات سواء مع قادة الدول والزعماء الذين حرصوا على المشاركة فى المؤتمر أو عقد الرئيس لقاءات مع كبرى الشركات الألمانية والعالمية.
البداية
وقد استهل الرئيس السيسى زيارته لميونيخ باستقباله فى مقر إقامته بيتر ريدل رئيس شركة رودا أند شوارتز، والتى تعد من أبرز وأهم الشركات الألمانية والعالمية في مجال الأمن الإلكتروني وتأمين المنشآت.
وأعرب الرئيس عن الحرص على تكثيف التعاون مع الشركة فى مجالات تخصصها فى ظل ما تتمتع به من سمعة متميزة وخبرات عريقة وما هو مشهود لمنتجاتها من كفاءة.
ومن جانبه أكد بيتر ريدل حرص الشركة علي التعاون مع مصر، في مجال تأمين المنشآت والماسحات الإلكترونية الحديثة.
مجموعة "أجورا"
والتقى الرئيس السيسى عددًا من رؤساء كبرى الشركات الدولية، وذلك خلال المائدة المستديرة التى نظمتها مجموعة "أجورا" الاستراتيجية على هامش فعاليات منتدي ميونخ للأمن.
وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن مجموعة "أجورا" الاستراتيجية، تضم فى عضوياتها عددًا من كبرى الشركات العالمية، وتهدف إلى تقديم الاستشارات للمؤسسات العامة والخاصة فيما يتعلق بصياغة استراتيجيات عملهم وأهدافهم، فضلًا عن تقييم المخاطر الجيوسياسية، وتعتمد على شبكة واسعة من العلاقات مع صانعي القرار والخبراء على مستوى العالم.
وخلال أعرب الرئيس عن حرص مصر على تعزيز تعاونها مع مختلف الشركات الدولية وزيادة حجم استثماراتها فى مصر، مشيرًا إلى التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري في ضوء برنامج الإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، وكذلك ما تشيده الدولة حاليا من مشروعات تنموية كبرى لتحفيز الاقتصاد ودفع معدلات النمو، وتوفير المزيد من فرص العمل، أبرزها مشروع تنمية محور قناة السويس، الذي يعمل على الاستفادة من الإمكانات الهائلة لتلك المنطقة، وما تمثله من شريان رئيسي لحركة التجارة الدولية، عبر إقامة مركز صناعي وتجاري ولوجيستي دولي، يعزز من وضعية مصر الصناعية وأهميتها الجغرافية والاستراتيجية على طريق التجارة الدولية، ويجعلها قاعدة انطلاق للتصدير إلى أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. فضلًا عن تنفيذ خطة طموحة لإنشاء عدد من المدن الجديدة ورفع كفاءة شبكة الطرق القومية في مختلف أنحاء مصر، والعمل على تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتداول وتجارة الطاقة فى شرق المتوسط، الأمر الذي يوفر فرصًا استثمارية واعدة وضخمة للشركات العالمية للعمل في مصر.
وأوضح الرئيس خلال اللقاء أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، خاصة فى قطاعات التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسلم والأمن الإفريقي، ومد جسور التواصل الثقافي والحضاري، مؤكدًا سيادته حرص مصر على التعاون مع الشركاء الدوليين لتحقيق تلك الأولويات، ومشيرًا إلى ضرورة تعزيز الجهود الدولية لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، كوسيلة رئيسية لسد الفجوة ما بين إرساء السلام والبدء في استفادة الشعوب من ثماره التنموية، وذلك في إطار مقاربة شاملة تعتمد على الاستثمار في التنمية والبنية الاساسية في دول القارة الافريقية.
كما أشار الرئيس إلى أن مصر تعمل على تدشين مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بالقاهرة، ليكون بمثابة أداة فعالة في مساعدة الدول التي خرجت من النزاعات المسلحة على تقييم احتياجاتها وبلورة تصورها الوطني لإعادة الإعمار، معربًا سيادته عن ترحيب مصر بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية من خلال تدعيم سبل التعاون والاستفادة من الخبرات الأفريقية والدولية.
غداء عمل
وفى اليوم التالى لوصول الرئيس السيسى لمدينة ميونيخ شارك الرئيس السيسي فى غداء العمل الذى نظمته إدارة المؤتمر على شرفه، بحضور بيتر ألتماير وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، و فولفجانج إيشنجر رئيس مؤتمر ميونخ للأمن، وعدد من رؤساء كبرى الشركات الألمانية والعالمية منهم رئيس دويتشه بنك، والبنك التجارى الألماني، ورؤساء شركات أليانز العالمية للتأمين، ومرسيدس، وبى إم دبليو، وفولكسفاجن، وإيرباص، وسيمنز، ومجموعة ساب، واتحاد الصناعات الألمانية، وعدد من الشركات العالمية الأخري العاملة فى مجال تكنولوجيا الاتصالات والإلكترونيات، والإعلام، والخدمات المالية وإدارة الأصول، والصناديق الاستثمارية، وصناعة الدواء، والصناعات العسكرية، فضلًا عن ممثلين للمراكز البحثية والدراسات الاستراتيجية الدولية.
وأكد الرئيس السيسى خلال اللقاء حرصه على الالتقاء بهذه النخبة المتميزة من مجتمع الأعمال، معربًا عن تطلع مصر لتوسيع آفاق التعاون خلال المرحلة القادمة وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتدشين مشروعات مشتركة فى مختلف المجالات، أخذا في الاعتبار أن تلك المشروعات لن تهدف فقط لتلبية احتياجات السوق المصري، بل والنفاذ لأسواق ضخمة في أفريقيا والمنطقة العربية وأوروبا، ترتبط معها مصر باتفاقيات للتجارة الحرة.
واستعرض الرئيس الإنجازات الاقتصادية التي حققتها مصر منذ إطلاق برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي، يستند إلى حزمة من التدابير المالية والنقدية لمعالجة الاختلالات الهيكلية وضبط الموازنة العامة للدولة وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما انعكس في مجمله بصورة إيجابية على المؤشرات الاقتصادية الكلية، وتحسن تصنيف مصر الائتماني وفقًا للمؤسسات الدولية المتخصصة.
ونوه الرئيس للمزايا التي يتمتع بها الاقتصاد المصري حاليًا من حيث توفر البنية التحتية اللازمة والأيدي العاملة الماهرة منخفضة التكلفة، بالإضافة إلى الحوافز المالية والضريبية غير المسبوقة التي يوفرها قانون الاستثمار الجديد وحجم السوق الكبير، والبنية التشريعية المناسبة، فضلًا عن قيام الدولة المصرية بتنفيذ سلسلة من المشروعات القومية الكبرى لتحفيز عجلة الاقتصاد ودفع معدلات النمو، وكذلك تطوير قدرات مصر على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، بما يمكنها من زيادة قدراتها الانتاجية، ويؤهلها لتصبح مركزًا إقليميًا لتداول الطاقة ومصدرًا مستقرًا وشريكًا يمكن الاعتماد عليه.
شركة بى إم دبليو
وشهدت الزيارة استقبال الرئيس بمقر إقامته هارالد كروجر رئيس مجلس إدارة شركة بى إم دبليو لصناعة السيارات، حيث أشار الرئيس إلى سعي مصر لتطوير نشاطها في مجال صناعة السيارات، وما يتضمنه هذا المجال من آفاق مستقبلية حديثة، وذلك في ضوء ما يتمتع به السوق المصري من عوامل لجذب الاستثمارات الأجنبية، بما فى ذلك توافر الإطار التشريعي المحفز للاستثمارات، والبنية الأساسية الجديدة والمتطورة، والعمالة الفنية المُدربة ومنخفضة التكلفة، فضلًا عن أن مصر تعد من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مع إمكانية النفاذ لأهم الأسواق الخارجية من خلال الاتفاقيات التجارية التي ترتبط بها مصر مع العديد من الدول والتكتلات الاقتصادية الإقليمية، وهي العوامل التي أدت الي جذب اهتمام العديد من كبرى الشركات في العالم للعمل فى مصر.
وذكر السفير بسام راضى ، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية ، أن رئيس شركة بى إم دبليو أكد علي نشاط وتاريخ الشركة الناجح في مصر، كما استعرض رؤيته فيما يتعلق بالنظم الحديثة الخاصة بالتنقل بما فيها السيارات الكهربائية وآفاق التعاون مع مصر علي ضوء إمكانات السوق المصري والعوامل المحفزة لجذب الاستثمارات به، مستعرضًا فى هذا الإطار الخطط المستقبلية للشركة للتعاون مع مصر.
رئيس أوكرانيا
والتقى الرئيس السيسى أيضا بيترو بورشنكو رئيس جمهورية أوكرانيا ، حيث أشار الرئيس السيسى إلى ما تشهده العلاقات المصرية الأوكرانية من تطور خلال الفترة الأخيرة، وما شهده التعاون بين الجانبين من تقدم في عدد من المجالات، ومنها السياحة عقب تشغيل الخطوط الجوية الأوكرانية لخط طيران مباشر بين القاهرة وكييف، وكذلك في مجال التجارة حيث تمثل مصر الشريك التجاري الأول لأوكرانيا في إفريقيا والشرق الأوسط، معربًا سيادته عن انفتاح مصر نحو استكشاف المزيد من مجالات التعاون التي تمثل أولوية للبلدين.
ومن جانبه أعرب الرئيس الأوكراني عن تقديره للقاء الرئيس، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع مصر والتنسيق معها بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة فى ظل دور مصر المركزى فى محيطها الإقليمي، سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو القارة الأفريقية أو منطقة المتوسط.
وذكر السفير بسام راضى أن اللقاء بين الرئيسين أكد علي إطلاق تعاون ثنائي بين البلدين في شتي المجالات في المرحلة المقبلة.
رئيسة إستونيا
كما استقبل الرئيس السيسى بمقر إقامته كيرستى كاليوليد رئيسة جمهورية إستونيا ، حيث أكد الرئيس حرصه على تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية مع بلادها على مختلف الأصعدة، واستمرار التنسيق والتشاور بين البلدين فيما يخص الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
من جانبها أكدت رئيسة إستونيا حرص بلادها على دفع أوجه التعاون المشترك مع مصر، خاصة فى ظل المكانة الهامة التى تحظى بها مصر فى منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط، وفى القارة الأفريقية خاصة في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقي.
كلمة تاريخية
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الاتحاد الأفريقي، في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونيخ للأمن، وذلك بحضور رئيس رومانيا الرئيس الحالى للاتحاد الأوروبي، حيث ألقى الرئيس كلمة فى افتتاح الجلسة الرئيسية للمؤتمر فى واقعة تحدث لأول مرة منذ تأسيسه عام 1963 بأن يتحدث فى جلسته الرئيسية رئيس دولة غير أوروبية.
بدأ الرئيس السيسى كلمته بتوجيه الشكر إلى السفير "إيشنجر"، رئيس المؤتمر، على دعوته للمُشاركة في هذا المنتدى المهم، ليس فقط بصفته رئيسًا لدولة تتفاعل مع محيطها الإقليمي الأفريقي والعربي، وتضطلع بدور رئيسي في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، وإنما أيضًا لكون مصر تسلمت منذ أيام قليلة الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي لعام 2019، وتتطلع كعادتها دومًا للتعبير عن شواغل الشعوب الأفريقية الشقيقة الرامية لتحقيق الاستقرار والتقدم ودفع عجلة التنمية قدمًا.
وأكد أن المؤتمر ينعقد هذا العام وسط تحديات ومخاطر متزايدة ومتشعبة، من بينها استمرار بؤر التوتر والصراع على الصعيد الدولي، وتفشي مخاطر الإرهاب والتطرف، وتصاعد مُعدلات الجريمة المنظمة، وما يشكله ذلك من ضغوط على مفهوم الدولة الوطنية وانهيار مؤسساتها، بصورة باتت تزيد من تعقيد الأوضاع وخطورتها على مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها.
وأوضح أن ما ضاعف من وطأة تلك التحديات ما يشهده النظام الدولي من استقطاب وتصاعد في حدة المواجهات السياسية، إلى جانب تحديات الطبيعة، كتغير المناخ والتصحر ونقص المياه وغيرها، وهو ما يتطلب العمل على تعزيز الجهود الدولية، لأن تحديات العصر الراهن تفوق قدرة أي دولة أو تجمع محدود على مواجهتها، لكونها صارت لا تعترف بالحدود الجغرافية، وبات تأثيرها يشمل الجميع.
وقال الرئيس السيسى إن تلك التحديات تظهر بوضوح في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية على حد سواء، حيث نشهد نزاعات مسلحة وحروبًا أهلية وصدامات عرقية ومذهبية وهجمات إرهابية، فضلًا عن مشكلات الفقر والبطالة وضعف الإنتاجية وتردي مستوى الخدمات المختلفة، وما يرتبط بها من أزمات اقتصادية وعدم استقرار للأسواق المالية ومشروطيات التدفقات الرأسمالية، وتفاقم ظاهرة الديون.
وأضاف أن كل هذه المشكلات تتطلب تعاونًا دوليًا صادقًا لحلها، يقوم على مراجعة وتقييم نماذج التعاون التقليدية، بما يُسهم في إنهاء النزاعات والنهوض بعدد من المجالات ذات الأولوية، مثل ترسيخ مفاهيم الحوكمة الرشيدة وحماية حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، وتمكين المرأة التي تعد نصف المجتمع، بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى التعليم والصحة وتطوير البنية التحتية والزراعة والتنمية الريفية وخلق الوظائف وزيادة الاستثمارات والتجارة وتعزيز الاندماج والتكامل الإقليمي.
وتابع: «في ظل تلك التحديات تتمحور أولويات الاتحاد الأفريقي لعام 2019 حول دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، عبر التركيز على زيادة الاستثمارات في مجال البنية التحتية، وتسهيل حركة التجارة البينية من خلال الإسراع بإدخال اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية حيز النفاذ، فضلًا عن الاستمرار في وضع برامج وخطط التنمية المستدامة في إطار أجندة أفريقيا 2063 موضع التخطيط والتنفيذ المتدرج والفعال، وبناء القدرات الوطنية والإقليمية على ذلك الصعيد» .
وأشار الرئيس السيسى إلى أن "إحدى أولويات دول الاتحاد الأفريقي، ونحن على أعتاب عام "إسكات المدافع" بالقارة في 2020، هو ملف إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد النزاعات، بما يتيح تحقيق الاستقرار في مختلف ربوع القارة، من خلال بناء وتمكين مؤسسات الدولة الوطنية من الاضطلاع بمهامها".
وأوضح أن مصر تعمل مع مفوضية الاتحاد الأفريقي على تدشين مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية والذي تستضيفه القاهرة، ونتطلع لأن يكون أداة إقليمية فعالة في مساعدة الدول التي خرجت مؤخرًا من النزاعات المسلحة، على تقييم احتياجاتها وبلورة تصورها الوطني لمسار إعادة الإعمار.
ولفت إلى أن مصر ترحب بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لإرساء منظومة الأمن وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية من خلال تدعيم سبل التعاون الذي يقوم على تعبئة الموارد كافة والاستفادة من الخبرات الممتدة أفريقيًا ودوليًا، فالاستثمار في القارة الأفريقية يمثل استثمارًا لمستقبلنا جميعًا، فعدد سكانها يزيد على المليار نسمة، ولديها من الموارد والإمكانات والثروات التي إذا حسُن استخدامها وتوظيفها، ستجعل من أفريقيا قاطرة النمو الاقتصادي العالمي خلال العقود المقبلة.
وأكد الرئيس أن الإرهاب بات ظاهرة دولية لها مخاطر متعاظمة تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات، وهو ما يستلزم من الجميع بذل جهود حثيثة وصادقة، لاقتلاع جذور تلك الظاهرة البغيضة التي تعد التهديد الأول لمساعي تحقيق التنمية، بما في ذلك تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات التي تمارس الإرهاب، أو الدول التي ترى في غض الطرف عنه، بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه، وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية.
كما أكد أن "عدم تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ونهائية، يمثل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، فتلك القضية هي أقدم صراع سياسي نحمله معنا، إرثًا ثقيلًا على ضمائرنا منذ بدايات القرن العشرين، ولابد من تضافر حقيقي لجهود المجتمع الدولي، لوضع حدٍ طال انتظاره لهذا الصراع، وفقًا للمرجعيات الدولية ذات الصلة والمتوافق عليها، وإعمالًا لمبدأ حل الدولتين، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتُها القدس الشرقية، والتخفيف من معاناتهم اليومية، لأن ذلك سيشكل نواة الانطلاقة الفعلية للتوصل إلى حلول ناجحة للصراعات الأخرى".
وقال إن من أهم القضايا المُلحة كذلك على الساحة الأفريقية هي قضية الأمن في ليبيا، وهي قضية تتطلب منا جميعًا تقديم الدعم اللازم للمسار السياسي ولجهود المبعوث الأممي، والعمل على دعم وتمكين مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسة العسكرية، وحرصت مصر على تقديم العون للأشقاء في ليبيا لمساعدتهم على استعادة عافيتهم، وتوحيد المؤسسة العسكرية وبناء عملية سياسية مستدامة، بما ينعكس إيجابًا على الشعب الليبي والوضع الإقليمي في منطقتي شمال أفريقيا والساحل الأفريقي.
وتحدث الرئيس السيسى عن قضية الهجرة واللاجئين، حيث أكد أنها تتطلب معالجة تتسم بالشمول والابتكار، تأخذ في اعتبارها جذور الأزمات المسببة لها، وتسعى لتخفيف المعاناة الإنسانية المصاحبة لتلك القضية، خاصة أن العبء الأكبر لعواقب النزوح واللجوء يقع على عاتق دول الجوار، التي تستقبل الجانب الأكبر من المهاجرين والنازحين في أفريقيا، وانطلاقًا من إدراك دول القارة الأفريقية لأهمية التعامل الفعال مع هذه الظاهرة، فقد انخرطت هذه الدول في عمليتي فاليتا والخرطوم، وشارك بعضها في وضع العهد الدولي للهجرة، كإطار مُنظم يتيح التعاون والعمل المشترك من أجل إيجاد حلول بناءة لهذا التحدي.
وأضاف أن الجهود والمبادرات الوطنية في العديد من الدول الأفريقية ساهمت أيضًا في تعزيز التعامل مع تلك الظاهرة، ومن بينها الجهود التي بذلتها مصر، حيث نجحت في وقف أي محاولات للهجرة غير الشرعية عبر شواطئها منذ سبتمبر 2016، كما دخلت في آليات حوار ثنائية مع عدد من الدول الأوروبية، لتأسيس تعاون ثنائي للتعامل مع تلك الظاهرة، ليس فقط من حيث تداعياتها، بل وبحث سبل التغلب عليها وعلى أسبابها، فضلًا عن استضافتها للملايين من اللاجئين يعيشون باندماج كامل في المجتمع المصري، دون أي دعم خارجي ملموس، مع الحرص الكامل على عدم المتاجرة بهذه القضية التي تتعلق بجوانب إنسانية في المقام الأول.
وأكد الرئيس السيسى أن إيمان مصر بأهمية الحوار الدولي اتصالًا بقضايا الأمن والسلم، كان دافعًا لنا لتدشين منتدى أسوان للأمن والتنمية المستدامة، والذي تعقد دورته الأولى نهاية 2019، ليكون منصة دولية لبحث سبل تعزيز الترابط بين السلام والتنمية، وبلورة تصورات مفاهيمية وأطروحات عملية، لبرامج تنموية انتقالية لتعزيز ثقافة السلام، ودفع جهود إعادة البناء والإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات.
واختتم الرئيس السيسى كلمته قائلا: «نستطيع تأكيد أن محور الأمن والسياسات الذي نهدف إلى تحقيقه بمفهومه الشامل؛ سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، سيظل هو الأرضية المشتركة التي يتعين علينا جميعا التركيز عليها والتعاون بشأنها خلال السنوات المقبلة.. أشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» .
الجلسة الحوارية
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الاتحاد الأفريقى، ورئيس رومانيا، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، فى الجلسة الحوارية، وذلك خلال الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونيخ للأمن صباح السبت، والمخصصة لأفريقيا وأوروبا.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي أكد خلال الحوار الذى شهدته الجلسة أن التعاون بين الدول العربية والأوروبية هو تعاون ممتد عبر التاريخ بحكم الجوار الجغرافي والصلات الممتدة والعلاقات المتشابكة، وهو الأمر الذي جعل أوروبا أكبر شريك للمنطقة العربية، وهناك إمكانيات كبيرة لتعميق التعاون على مختلف الأصعدة وفى شتي المجالات.
وأضاف أن هذا التعاون بين المنطقتين العربية والأوروبية يعد أمرًا مهمًا، لافتا إلى أن عدم الاستقرار فى المنطقة العربية يؤثر على أوروبا، والعكس أيضًا صحيح، وعلى سبيل المثال فإن الأزمات التى مرت بها بعض الدول العربية والتى أدت إلى تفاقم ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين، أثرت بشكل مباشر فى استقرار الدول الأوروبية، ومؤدى ذلك أن هناك حاجة فى المرحلة الحالية إلى مزيد من التواصل والتنسيق بين الجانبين لإيجاد أرضية مشتركة لمعالجة المشكلات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ولهذا تعد القمة العربية الأوروبية فى شرم الشيخ فرصة وخطوة هامة فى هذا الاتجاه، وسيعقبها العديد من الخطوات الأخرى.
وحول مكافحة ظاهرة الإرهاب، أكد الرئيس أنه كان أول رئيس دولة إسلامية يطالب بتصويب الخطاب الديني، خاصة أن شتي الدول تعانى من الخطاب الديني المتشدد ليس فقط الدول العربية أو الإسلامية بل العالم بأسره، وشدد الرئيس على ضرورة أن ينتبه العالم لتلك الظاهرة، ففى عام 2014 طالب بالتعامل بحسم بشأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأنظمة الاتصال الحديثة فى نشر الفكر المتطرف، وتجنيد العناصر واستخدامهم لإيذاء العالم، وهو الطلب الذى لم يتم التفاعل معه بالشكل المناسب على الصعيد الدولي، وفى التقدير فإن الفكر المتطرف سيظل يساهم فى تفشي ظاهرة الإرهاب ما لم تتم إجراءات دولية حاسمة لتقويضه.
وتابع: "إننا فى مصر مواطنون، لا فرق بين مسلم أو مسيحي، فكلنا أشقاء"، مشيرًا إلى إنشاء أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط فى العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك مراعاة إنشاء الكنيسة والمسجد فى مختلف المدن الجديدة الجاري إنشاؤها، لافتا إلى أن ترسيخ ممارسات قيم التسامح والعيش المشترك أقوى بكثير من الكلمات والخطب.
ونوه الرئيس بأن الكثير فى العالم لا يتفهم ما يحدث فى مصر، واعتقدوا أن ما حدث فى 2013 كان عكس إرادة المصريين، رغم أن أكثر من 30 مليون مصري خرجوا للشارع رافضين الحكم الدينى، وأكد أنه فى كل مرة تغيب فيها مؤسسات الدولة الوطنية تظهر تلك الجماعات المتطرفة لمحاولة القفز على السلطة.
ولفت إلى أن الإرهاب ظاهرة تحتاج إلى تكاتف المجتمع الدولي، من خلال مقاربة شاملة لا تقتصر على البعد الأمني فقط بل والسياسي والاقتصادي والاجتماعى والفكري الديني كذلك
وحول أولويات السياسة المصرية، أشار الرئيس إلى أن موقع مصر الاستراتيجي جعلها حلقة وصل بين المنطقة العربية بأفريقيا، وتصل العالمين العربي والأفريقي بأوروبا عبر البحر المتوسط.
ويعني ذلك من الناحية الاستراتيجية أن الأمن القومي المصري يؤثر ويتأثر بالاستقرار بكل ما يحدث في هذه الدوائر الثلاث، ومن هنا فإن الانخراط المصري النشط في تسوية أزمات المنطقة، والعمل على تحقيق الاستقرار، لا يعكس فقط الالتزام المصري بمسئولية تاريخية تجاه الأشقاء والجيران، وإنما يعد جزءًا أساسيًا فى عملية تحقيق الأمن القومي المصري.
فعلى سبيل المثال، تسبب انهيار المؤسسات الوطنية فى إحدى الدول إلى تأثر أوروبا، كما تأثرت مصر بشدة من هذا الأمر، ومنذ بدء الأزمات فى عدد من الدول المجاورة نقوم بإجراءات أمنية مكثفة ومكلفة للغاية، كما تستضيف مصر الملايين من اللاجئين يعيشون بين المصريين، وليس فى معسكرات للاجئين.
وقال الرئيس إن مصر حذرت من من انتقال المقاتلين الأجانب من سوريا بعد انتهاء الأزمة هناك إلى مناطق أخرى، الأمر الذى يطرح سؤالًا هامًا، حول من يقوم بتحريك المقاتلين الأجانب من دولهم إلى منطقتنا، ومن يمدهم بالسلاح والأموال ويدعمهم سياسيًا.
وأضاف أن التشخيص المصري لمصادر عدم الاستقرار في المنطقة واضح، فالمشكلة الأصلية تكمن في التراجع والانهيار الذي أصاب مؤسسة الدولة الوطنية في عدد من المناطق المجاورة لمصر، وحل هذه الأزمات يقوم على إعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية، وتمكينها من أداء مهماتها الأمنية والتنموية، ومواجهة الإرهاب بشكل حاسم لا هوادة فيه.
بناءً عليه، فالمقاربة المصرية للأزمات المختلفة التى تمر بها دول المنطقة وبعض الدول الأفريقية، تستند إلى التمسك بالعملية السياسية والحفاظ على وحدة الدولة وسلامة أراضيها ويصون مؤسساتها، حيث تلعب مصر دورا داعما للحل ولاستعادة الأمن، ليس فقط من باب المسئولية التاريخية فى التضامن مع الأشقاء ومساعدتهم، وإنما أيضًا لأن مختلف هذه الأزمات تمس بشكل مباشر الأمن القومي المصري.
رئيس وزراء بافاريا
وخلال الزيارة استقبل الرئيس السيسى ماركوس سودير رئيس وزراء ولاية بافاريا الألمانية ، حيث شهد اللقاء استعرض النجاحات التي تحققت في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، مشيرًا سيادته إلى المشروعات التنموية الكبري الجاري تنفيذها، خاصة محور تنمية قناة السويس، وما يتيحه ذلك من فرص استثمارية أمام شركات ولاية بافاريا لتدشين مشروعات لتغطية السوق المحلي والتصدير الي أسواق المنطقة العربية والقارة الأفريقية التي ترتبط معها مصر باتفاقيات تجارة حرة وسوق اقتصادية مشتركة.
كما شهد اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن سبل دفع التعاون بين مصر ومختلف الشركات الألمانية العالمية التى تعمل فى العديد من القطاعات وتتخذ من بافاريا مقرًا لها، وتشجيع تلك الشركات على زيادة استثماراتها فى مصر، بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين، أخذًا فى الاعتبار ما هو مشهود للشركات الألمانية من دقة وكفاءة وسمعة عالمية. وقد أعرب رئيس وزراء بافاريا عن حرصه على تشجيع الشركات الألمانية للاستثمار فى مصر، خاصة فى ظل ما تمثله من أهمية فى الشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة المتوسط.
قمة مصرية – ألمانية
والتقى الرئيس السيسى أيضا المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ، حيث رحبت بزيارة الرئيس لألمانيا، مؤكدة حرص بلادها على تعزيز علاقاتها بمصر فى مختلف المجالات، وما تمثله مصر من ركيزة أساسية للأستقرار والأمن فى الشرق الأوسط وأفريقيا، ولمنطقة المتوسط.
وقد أعرب الرئيس عن تقديره للقاء المستشارة الألمانية، مؤكدًا الحرص على تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين، وكذا تطلعنا لأن تشهد الفترة القادمة مزيدًا من التفاعل خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وعضوية ألمانيا الحالية في مجلس الأمن، مؤكدًا أهمية البناء على نتائج زيارة وزير الاقتصاد والطاقة الألماني للقاهرة مؤخرًا على رأس وفد من رؤساء وممثلي كبرى الشركات الألمانية.
وذكرالسفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد استعراضًا لعدد من الموضوعات الثنائية والتطور المطرد الذي تشهده العلاقات بين البلدين وبصفة خاصة الملف الاقتصادي، مشيرًا سيادته إلى ما نلمسه من تعاون ونشاط خلال الفترة الأخيرة لكبري الشركات الألمانية المشهود لها بالكفاءة والخبرة الكبيرة مثل شركة مرسيدس التى قررت استئناف نشاطها مصر، وهو ما يعكس تنافسية السوق المصري، معربًا سيادته عن التطلع لجذب مزيد من الشركات الألمانية الكبرى للاستثمار في السوق المصري.
كما تطرق اللقاء إلى عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة فى ليبيا وسوريا، وكذلك رؤية مصر بشأن سبل تعزيز العمل الأفريقي المشترك فى ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الافريقي، حيث استعرض السيد الرئيس أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد، خاصة فيما يتعلق بتعزيز اندماج القارة اقتصاديًا وتجاريًا فى إطار الاتفاقية التجارة الحرة القارية، وكذلك صياغة مشروع قاري للبنية الأساسية فى أفريقيا، منوهًا سيادته إلى أنه يمكن لألمانيا أن تقوم بدور فاعل فى هذا الإطار، من خلال التعاون مع الشركات الألمانية، وإطلاق مشروعات للتعاون الثلاثي بين مصر وألمانيا بالقارة الأفريقية، فضلًا عن أهمية تعزيز السلم والأمن في أفريقيا وتسوية النزاعات فى إطار مبادرة إسكات البنادق بحلول عام 2020
مسئولو شركة دايملر ومرسيدس
وقبل ختام الرئيس السيسى زيارته اليوم التقى إيكارت فون كلايد نائب رئيس مجموعة "دايملر أيه جي" والتى تضم "مرسيدس للسيارات" ضمن شركاتها، وذلك بحضور ماركوس شيفر عضو مجلس إدارة شركة مرسيدس بنز للسيارات المسئول عن قطاع الانتاج.
وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن السيد الرئيس أعرب عن ترحيبه بالبيان الذى أصدرته شركة مرسيدس الشهر الماضي بشأن استئناف نشاطها فى مصر، مؤكدًا سيادته الحرص على تكثيف التعاون مع الشركة في ضوء سياسة الدولة نحو التوسع في مجال صناعة السيارات، وبما يحقق المصالح المشتركة للجانبين.
وقد أكد مسئولا الشركة تثمينهم لما لمسوه من تعاون من الحكومة المصرية لاستئناف نشاطهم فى مصر، مشيرين فى هذا الإطار إلى ما يمثله السوق المصرى من أهمية كبيرة سواء فى ظل حجمه الكبير أو لسهولة نفاذ المنتجات المصنعة به للأسواق الإقليمية والعالمية، الأمر الذى يشجعهم على الاستثمار فى السوق المصرى وتكثيف نشاطهم به فى عدة مجالات.
وذكر المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد استعراضًا لخطط شركة مرسيدس لاستئناف نشاطها فى مصر لانتاج وتجميع السيارات، وكذلك دراسة سبل تطوير هذا النشاط ليشمل مشروعات السيارات الكهربائية والطرق الذكية وخدمة المواصلات فى المدن الذكية وخدمة أتوبيس النقل العام السريع، أخذًا فى الاعتبار مراعاة تزايد نسبة المكون المحلي والقيمة المضافة ونقل التكنولوجيا، فضلًا عن الاهتمام بتصدير المنتجات إلى الأسواق العالمية والإقليمية.
مجموعة تيسنكروب العالمية
واختتم الرئيس السيسى بلقاء جيدو كيركهوف الرئيس التنفيذى لمجموعة "تيسنكروب" العالمية، حيث أعرب الرئيس عن تقديره لنشاط مجموعة "تيسنكروب" العالمية فى مصر خاصة فى مجال الأسمدة، مشيرًا سيادته إلى الحرص على دفع أوجه التعاون بين الجانبين
وقد أكد الرئيس التنفيذى لمجموعة "تيسنكروب" سعادته بلقاء السيد الرئيس، مشيرًا إلى حرص المجموعة على تطوير التعاون مع مصر فى ظل ما تشهده من تحسن فى الأوضاع الاقتصادية، وفرص استثمارية واعدة
وقد شهد اللقاء بحث نشاط المجموعة فى مصر خاصة مشروع إنشاء مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية فى العين السخنة بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.