أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكي من سوريا جدلا واسعا، حيث أعلن ترامب أن سبب الانسحاب هو تراجع نفوذ تنظيم داعش الإرهابي، لكن حلفاء الولاياتالمتحدة مثل بريطانيا لا يشاركون ترامب نفس الرأي، بحسب مجلة "انترناشونال بوليسي دايجست" ومقرها كوريا الجنوبية. وتقول المجلة في تقريرها: "إن ترامب يقوم بتسليم الشرق الأوسط إلى روسياوإيران"، مشيرة إلى تصريحات توبياس إلوود، وزير الدفاع البريطاني، التي أكد فيها أنه لا يتفق مع تعليق ترامب بأن داعش قد هزم، موضحا أن الأمر لا يتعلق بسوريا فقط، مشيرا إلى أن واشنطن تريد تقليل مشاركتها في المنطقة، حيث تزامن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا مع إعلان ترامب تقليل عدد جنوده في أفغانستان والعراق. وأضافت أن هذا الانسحاب المفاجئ يعطي قوة لفكرة أن دعم الولاياتالمتحدة لحلفائها تغير عما سبق، موضحة أن واشنطن تقلل تواجدها في المنطقة في وقت حرج للغاية، حيث لا يتوانى خصوم ترامب مثل روسياوإيران عن زيادة نفوذهما في الشرق الأوسط. وأوضح التقرير أن روسيا وهي العدو العالمي الأول للولايات المتحدة تحاول ضم حلفاء واشنطن إلى صفها، ومن ناحية أخرى تعمل إيران التي تشكل مصدر قلق إقليميا في المنطقة، على تقوية نفوذها وزيادة قوتها، مشيرا إلى أن روسيا نجحت في إقامة علاقات قوية مع حلفاء أمريكا في المنطقة مثل السعودية ومصر والإمارات وكذلك قطر. ويقول إن اللقاءات الروسية مع قادة الشرق الأوسط تنقل رسالة واحدة مفادها أن روسيا تحظى بدعم حلفاء واشنطن في المنطقة، وأضافت أنه إذ لم تنتبه الولاياتالمتحدة لذلك الأمر فستصبح روسيا تدريجيا القوة العالمية الرئيسية في المنطقة وستعيد دورها في الحقبة السوفييتية كلاعب في الشرق الأوسط. وأضافت أنه من ناحية أخرى لن تتأخر إيران عن زيادة نفوذها في المنطقة مثل تزويد حزب الله وحماس بالأسلحة والأموال اللازمة ودعمها للحوثيين في اليمن، كما أصبحت طهران تشكل خطرا حقيقيا على تل أبيب، حيث تسعى بكل طريقة لنشر مخالبها في المنطقة لتمثل أقوى تهديد لواشنطن. ولفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي تحتاج فيه الولاياتالمتحدة إلى تحديد مصالحها ومشاركتها في المنطقة بدقة أكبر، يجب على القيادة الأمريكية أن تفهم أنها تواجه تحديات كبيرة باستمرار خصومها في المنطقة، مشيرة إلى أن الأمر يتطلب مزيد من الدعم في مختلف المجال للحلفاء في المنطقة بدلا من الانسحاب التدريجي.