بمعرفة المقامات الموسيقية وتمكنهم منها، استطاع عمالقة قراء القرآن الكريم في مصر استراق السمع إليهم، وبأدائهم المحكم نفذوا إلى القلوب وذهبت القلوب إليهم، فعلى مقام الصبا أبدع القارئ محمد صديق المنشاوي، وعلى أنغام النهاوند انطلق القارئ مصطفى إسماعيل، والقارئ عبد الباسط عبد الصمد، وعلى سُلم البيات شدا القارئ محمود علي البنا، فأطربوا الآذان ورقت لهم القلوب، حتى ذاع صيتهم في جميع أنحاء العالم، وباتوا مثالا يحتذى به في قراءة القرآن. أتقن عمالقة القراء علم المقامات الموسيقية، حتى اقترن اسم القارئ بالمقام الذي أبدع فيه، وحازت أصواتهم الرنانة على إعجاب المستمعين، فأصبح كل منهم مدرسة في طريقة أدائه، وصارت طريقتهم في القراءة والمقامات علمًا يدرس لإتقان قراءة القرآن الكريم، وبدأ القراء في كل حدبٍ وصوب بدراسة علم المقامات الموسيقية، ما فتح الباب لمعرفة علم المقامات وأصول كل مقام وأشهر من قرأ به.