على تلك الأرض الطيبة التي لم تشأ الظروف أن تنعم عليها بمشروع مكتمل حتى الآن، رغم استراتيجية الموقع وبهاء المنظر وفسحة المكان المطل على الطريق الزراعى "القاهرة - الإسكندرية" أمام مدينة دمنهور، سيقام أول مستشفى جامعي بتقنيات عالمية متطورة لخدمة أبناء البحيرة. المكان مرئي لجميع المارة على الطريق من خلال مبنى شاهق كان قد أنشئ قبل عام 2010 في صورة استاد أوليمبي على طراز فريد لخدمة ملف مصر التي قدمته لتنظيم كأس العالم حينها، غير أن واقعة الصفر الشهيرة جردت المشروع من أهميته ورفعت أيدي المسؤولين وقتها عنه وكأن حلم تنظيم المونديال العابر أكبر من حلم البحراوية الدائم أن يكون لديهم مشروعا بهذا الحجم والإمكانيات. الجديد في الأمر أن الاستاد الأوليمبي الذي انتهى هيكله الخارجي بعد استنفاد ملايين الجنيهات، ظهرت به عيوب فنية لم تترأى لهم إلا بعد صفر المونديال فتوقف العمل به وأصبح كالبيت الوقف لمدة سنوات طويلة يبكي المارون على أطلاله ويترحمون على الأوهام التي عاشوها بشأنه والملايين التي ذهبت مع الريح إلى جنوب إفريقيا التي فازت بتنظيم المونديال. اليوم فقط، وبعد خوض رحلة طويلة للحصول على التوقيعات واستخلاص الإجراءات ودفع المستحقات، تمكنت جامعة دمنهور من الحصول على حق الانتفاع بالأرض لبناء مستشفى جامعي بإمكانات عالمية وكليتي طب وعلاج طبيعي لخدمة أهالي وطلاب محافظة البحيرة بالأخص والدلتا بشكل عام. المجهود الذي بذلته جامعة دمنهور ممثلة في رئيسها الأستاذ الدكتور عبيد صالح، للحصول على حق الانتفاع بالأرض، يضاف إلى مزيد من الخدمات المجتمعية التي تمارسها الجامعة في محافظة البحيرة، والتي غيرت وجه المحافظة من خلال مركز خدمة المجتمع ودعم المواهب الناشئة والشابة واحتضان الأطفال المبدعين بالحاضنة التكنولوجية وتقديم المساعدات ودراسات الجدوى لأصحاب المشاريع من خلال نخبة من متخصصين في الاقتصاد بمركز ريادة الأعمال، وتسهيل سبل الدراسة والتعلم لذوي القدرات الخاصة بإنشاء أول مركز متخصص لهم. وإضافة إلى ذلك لم تتوانى الجامعة عن تسيير القوافل المجانية لقرى المحافظة شملت خدمات علاجية وبيطرية وزراعية، بجانب 3 منافذ للسلع الأساسية بأسعار مخفضة للجمهور. الدور المجتمعي لجامعة دمنهور كان يجب أن يُكلله مشروع مستشفى جامعي في محافظة تتخطى ال 6 ملايين نسمة تخدمها مستشفيات بالمدن والمراكز لا تستوعب أعداد المترددين عليها. والدعوة هنا يجب أن توجه لكل أبناء البحيرة ورجال الأعمال المخلصين في ربوع الوطن للمساهمة في تنفيذ تلك المستشفى، لتقف شاهدة على قيمة ما يبذلونه وعظمة ما أنجزوه على أرض البحيرة، لتستكمل بها جامعة دمنهور ريادتها الخدمية ودورها الأكاديمي العلمي والمؤسسي في التنمية والتطوير كوحدة لا تتجزأ وأداة لا تنفك عن يد الدولة المصرية لتنفيذ برامج الإصلاح الإقتصادي والتنمية المستدامة.