* معارضو الحكومة الايرانية ينفجرون في ثورة غضب * «الإعلام» و«الداخلية» في طهران يحاولان وأد الاحتجاجات المناهضة للسلطات * الخارجية الأمريكية: قادة إيران حولوها إلى دولة مارقة مستنزفة اقتصاديا بسبب العنف وسفك الدماء والفوضى * البنك الدولي: الوضع الاقتصادي صعب على الإيرانيين شهدت نحو 12 مدينة في إيران تظاهرات حاشدة نظمها معارضو الحكومة الإيرانية، اليوم، السبت، لتدخل يومها الثالث من الاحتجاجات النادرة المناهضة للنظام الحاكم. ووفقا لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، قال شهود عيان، إن الآلاف تجمعوا فى العاصمة طهران لمعارضة سياسات الحكومة، وطالبوا بإسقاط النظام. فيما أظهرت محطات البث الإيرانية التي تديرها الدولة، متظاهرين يلوحون بالعلم الإيراني في مظاهرة مؤيدة للحكومة كانت مقررة قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة. وفي الوقت نفسه، كانت تغطية الاحتجاجات المناهضة لحكومة طهران محدودة جدا على وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، والتي أشارت إليها فقط وكالة أنباء "فارس" الإيرانية. وقد ظهرت الاحتجاجات - التي وصفت بأنها أكبر عرض عام من السخط والغضب منذ الحركة الخضراء في إيران عام 2009 - على خلفية ارتفاع أسعار المواد الغذائية والبنزين. وقد تم الإبلاغ عن بعض الاعتقالات في وسائل الإعلام الإيرانية. وحذرت وزارة الداخلية الإيرانية، في محاولة لقمع المتظاهرين، من التجمعات العامة «غير القانونية»، قائلة: "إن أى جماعة ترغب فى التجمع يجب أن تقدم طلبا رسميا لتمنح الإذن". كما ردت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم، السبت، على تعليقات الولاياتالمتحدة لدعم المتظاهرين المناهضين للحكومة التى حثت على احترام حقوقهم وحذرت طهران من أن «العالم يراقب». وذكر بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الإيرانية أن الشعب الإيرانى لم يعط أى مصداقية لمثل هذه التصريحات التي وصفتها الوزراة ب «الانتهازية»، ووصفت "حكومة ترامب" بأنها المصدر الرئيسى للمرض السيئ تجاه إيران. وأدت المظاهرات فى مدينة «مشهد» شمال شرق إيران، إلى اندلاع احتجاجات انتشرت في باقي المدن فى جميع أنحاء البلاد يوم أمس، الجمعة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» عن النائب الأول للرئيس إسحق جاهانجيري، قوله: "إن المتظاهرين تم رصدهم في طهران وكيرمانشاه واراك وقزوين وخورام اباد وكاراج وسبزيفار". وقد سمع المتظاهرون عن مقاطع فيديو موزعة على وسائل الإعلام الاجتماعية وهم يرددون «الموت لروحاني»، إشارة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أعيد انتخابه في وقت سابق من هذا العام، ولكن «سي ان ان» لا يمكن التحقق بشكل مستقل من صحة اللقطات. كما رصدت مقاطع الفيديو حالة الغضب لدى بعض المتظاهرين ضد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، وهو عرض نادر للمعارضة، وشيء لم ينظر إليه على نطاق واسع في احتجاجات الحركة الخضراء المؤيدة للإصلاح، والتي عارضت نتائج الانتخابات الرئاسية في العام الجاري. وقال شاهد عيان في طهران، إن أفقر الإيرانيين شاركوا في الجولة الجديدة من الاحتجاجات بطريقة لم تشاهد في الحركة الخضراء لعام 2009. ووفقا للشبكة الأمريكية، تحتل إيران حاليا المرتبة 120 على مؤشر سهولة ممارسة أنشطة الأعمال التابع للبنك الدولي، ما يدل على الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، ويعد ارتفاع معدل بطالة الشباب مصدر قلق خاصة بالنسبة للإيرانيين. وأعرب البيت الأبيض عن تأييده للمتظاهرين المناهضين للحكومة فى بيان أصدره أمس، الجمعة. وقالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن هناك تقارير كثيرة عن احتجاجات سلمية نظمها مواطنون إيرانيون تضرروا من فساد النظام وهدر ثروات البلاد لتمويل الإرهاب في الخارج. وأضافت: «يجب على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها بما في ذلك حقه في التعبير عن نفسه». وفي وقت لاحق، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسالة نفسها. فى بيان صدر فى وقت سابق اليوم، السبت، حثت وزارة الخارجية الأمريكية المجتمع الدولى على دعم «مطالب الشعب الايرانى بالحقوق الأساسية وإنهاء الفساد». وقالت المتحدثة باسم الوزارة، هيذر نويرت، إن «القادة الإيرانيين حولوا الدولة الغنية ذات التاريخ والثقافة الغنية إلى دولة مارقة مستنفذة اقتصاديا تكون صادراتها الرئيسية من العنف وسفك الدماء والفوضى». وكما قال الرئيس ترامب، فإن ضحايا إيران الذين يعانون من أشد المعاناة هم شعب إيران نفسه. وتشهد العلاقات بين واشنطنوطهران حالة متوترة مع إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب والتي تنتقد ما تراه نفوذا إقليميا متزايدا لإيران وتورطها المزعوم في الصراعات بما في ذلك اليمن وسوريا. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني فاز بإعادة انتخابات ساحقة في مايو الماضي بعد حملة واسعة النطاق على الإصلاح الاجتماعي، كما وصفت حملته مزايا الاتفاق النووي لعام 2015 مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين التي رفضها ترامب. وقد أشار المسئولون الإيرانيون إلى التدخل الأجنبي باعتباره وراء الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال نائب حاكم الشئون الأمنية في طهران، محسن حمداني: «لسوء الحظ فإن معظم الناس الذين يشاركون في هذه التجمعات هم أفراد غير متطورين لا يدركون أن هذه الدعوات للاحتجاج تقوم بها عناصر مناهضة للثورة» وفقا لوكالة الأنباء الرسمية. وأضاف حمداني: «إن معظم المشاركين لا يدركون أن العناصر المناهضة للثورة تدعو الناس إلى التظاهر ضد القضايا الاجتماعية مثل التضخم، بل يهتفون شعارات غير صحيحة». وتابع: «المتظاهرون اعتُقلوا مؤقتا؛ بسبب مشاركتهم في "مظاهرات غير شرعية" قالوا إن المتظاهرين لم يطلبوا رسميا الحصول على تصاريح للتظاهر». وقال ستيفن ايرلانجر، كبير مراسلى صحيفة «نيويورك تايمز» لشبكة «سى ان ان»، إن المظاهرات كانت إلى حد ما ضد تورط إيران فى سوريا وغيرها من الأماكن، حيث قال المتظاهرون: "إن الأموال التى تنفق هناك ستستخدم بشكل أفضل فى المنزل". لكنه أضاف أن الاستياء يبدو أيضا من قبل معارضي روحاني، الليبرالي في السياق الإيراني، الذين أيدوا الاتفاق النووي لعام 2015 على وعد بأن العقوبات سوف ترفع والحياة ستكون أفضل لجميع الإيرانيين. وتابع: "من الصعب إثبات هذا الوعد، ويرجع ذلك جزئيا إلى معارضة إدارة ترامب، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الشركات الأجنبية توخى الحذر من معاقبتهم من قبل النظام المصرفي الأمريكي لإجراء صفقات في إيران". وفي حين تم تخفيف العقوبات المفروضة على إيران في إطار اتفاق عام 2015 مقابل فرض قيود على البرنامج النووي لطهران، فإن العقوبات الأمريكية المفروضة على الأنشطة غير النووية لا تزال تؤثر عليها.