يعقُب النهار لِيل يُعلن إنقضاء يوم مِن أيام العُمر، وما العُمر إلا بضعة أيام.. طَقس شديد الحرارة لا صَبر بِنَا عليه بِه يُسلمنا بوداعة لطقس قارس البرودة لا طاقة لنا بِه ليثبت مدي روعة البيان الآلهي عندما وَصَف الإنسان بأنه " كنود" أي داءم الشكوي ... نعتقد إننا ماضيين في تِلْك الحياة بخُطوات واثقة بينما هي مَن تمضي فينا بثِقة المتيقِن مِن هدفُه دون أن يرجف لها طَرْف لا تعبأ بأحلام تُفتَك تَحْت عجلات الأيام ، ولا بآمال معلقة في رقبة الزَمن الراكض أمامنا بفَتية ، بينما نحاول اللحاق بِه مأخوذين برنين طَوْق الأمال المُعَلق في رقبته وفجأة نفقد القُدرة علي اللَهث خلفه ونراه وهو يحتال سرابًا، ونسمع صدي رنين الحلم والأمل وهما يبتعدان ويفارقان حاضِرًا عَلَقنا فيه، إلي مجهول يتعذر الوصول إليه ، وما هي إلا عدة تعاقبات ليلية ونهارية تتخللها تِلْك التقلبات الجوية وتنتهي الحكاية. يفصِّل النهار عن الليل عِدّة ساعات قد لا يكونوا كافيين لإنجاز مهام حياتك الأساسية في أبسط تعريفاتها، لكنهم في عُرف الدنيا وقت فاءض لا حاجةَ لها بِه ، فنحن نبني خِططنا علي وقت زمني يبدأ حسابه بعَداد الساعات ويمتد لأيام وشهور وأحيانًا لأعوام طويلة ، أما خُطط الدنيا فتعتمد علي الجُزء من الثانية فهو كفيل بأداء مهمتها بِنجاح ولِم لا فاليوم ما هو إلا ككُل يوم !! وستتلاشي دَهشتك إذا تابعت أنباء العالم أو حتي أكتفيت بموجزها فما يَحْدُث في شرق العالم الْيَوْمَ هو ما سيحدث غدًا في غربِه، وما حدث في الماضي القريب في شمال الكُرة الأرضية هو ما يَحْدُث الْيَوْمَ في جنوبها، وَتِلْك عظمة دلالية أخري علي دِقة الخالق في وصفْ خَلقُه عندما وصَف الأيام بأنها دِول نداولها بين الناس. وَلَكِن ما لّون الحياة بالعتمة هُم ( ناس ) ومن يحاول أن يوقد شمعة في ذلك الظلام هُم (ناس ) أيضًا .. ما يلي موجز لبعض الأخبار التي حدثت في ذات الْيَوْمَ وكان هذا آليوم هو السبت الماضي حيثُ طالعتنا الأخبار بأن القوات المسلحة قامت بظبط عِدّة أوكار في سيناء وكمية كبيرة مِن المتفجرات التي تستخدم في صنع العبوات الناسفة ،، وفِي نفس الْيَوْمَ كان أفتتاح أول مصنع للمبات الليد في سيناء بتكلفة 32 مليون جنيه ، وذلك هو نفس المبلغ الذي أحالت النيابة الأدارية رءيس مصلحة الضراءب ورءيس مصلحة الجمارك السابقين بتهمة إهدار مال.