قال أحمد هريدى، الكاتب الصحفى المتخصص فى الشأن السودانى، إن نشر أهل الحكم فى السودان أخبارًا تفيد قيام السلطات السودانية بملاحقة وطرد عشرات الإرهابيين الفارين من مصر إلى داخل الأراضى السودانية وفقاً لصحيفة "الحياة" مخالف تمامًا للحقيقة. وأوضح "هريدى" فى تصريحات ل"صدى البلد" أن ما حدث خلال العام الماضى هو قيام السلطات السودانية بإلقاء القبض على متهمين فى هجرة غير شرعية وتم إخلاء سبيلهما عند الاعتراف بأنهما ينتميان لجماعة الإخوان الإرهابية، لافتًا إلى أنه تم بعد هذه الواقعة احتجاز إخواني واحد وأخلى سبيله فيما بعد. وأكد "هريدى" وجود المئات من العناصر الإرهابية الهاربة من أحكام قضائية داخل الأراضى السودانية والذين يتحركون بحرية تامة ومنهم محكوم عليه بالمؤبد مضيفًا أن السلطات السودانية على علم بأنهم دخلوا إلى البلاد بطريقة غير شرعية إلا أنها قامت بتقنين إقامتهم وتم إلحاق الطلاب منهم بالجامعات السودانية، وتوفير فرص أعمال لآخرين وتيسير إقامة مشروعات للبعض الآخر. أكد أن تنظيم الجماعة الإرهابية بجناحيه أجرى انتخابات داخلية تحت سمع وبصر أجهزة الأمن السودانية، وأصدر التنظيم الإخواني بيانًا يفيد ذلك فى منتصف يناير الجارى، ومثل هذه البيانات هي الرد العملي من الإخوان أنفسهم على نفي السلطات السودانية لوجودهم كما اعترف المتورطون في حوادث إرهابية وقعت داخل مصر بأن عددًا منهم كانوا في السودان وتلقوا تدريبات هناك، والاعترافات موجودة في ملفات القضايا ومسجلة بالصوت والصورة. كانت صحيفة "الحياة" قد نشرت اليوم تقريرا على موقعها الإلكتروني بأن السلطات السودانية طردت عشرات الإسلاميين المصريين المنتمين لجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية الذين لجأوا إلى السودان في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو من العام 2013، خلال شهري يناير الجاري وديسمبر الماضي. يأتي هذا في الوقت الذي تضغط خلاله الإدارة الامريكية الجديدة على جماعة الإخوان المسلمين وتضيق عليها الخناق بدراسة تصنيفها ك "منظمة إرهابية". ووفقا للتقرير، قال مصدر مصري وقيادي سابق في «الجماعة الإسلامية» لصحيفة «الحياة» إن السلطات السودانية طردت في الأسابيع الأخيرة عشرات من الإسلاميين المصريين من أعضاء الجماعتين الإسلاميتين. وأوضح القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» محمد ياسين، أن «الخرطوم» طردت مصريين «ذُكرت أسماؤهم في تحقيقات أجرتها السلطات المصرية أو وضعت عليهم هذه السلطات ملاحظات»، مشيرا إلى أن السلطات السودانية «لم توقف المطرودين أو ترحّلهم، ولكن حدثت أمور ولما تمت مناقشتها رأى اعضاء الجماعة أنه من الأسلم أن يغادروا السودان»، وفق الصحيفة. وتابع: «حدث تضييق على بعض الإسلاميين المصريين، ووصلتهم رسائل غير مباشرة من السلطات بأن من الأفضل أن يغادروا السودان، بعضهم سافر إلى ماليزيا وبعض آخر إلى تركيا». واعتبر «ياسين» أن وضع الإسلاميين المصريين في الخارج «لن يستمر على الحال ذاته طويلًا، لاسيما بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض».