في ظل التسريبات الخاصة باحتمالية أن يقوم الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأن هذه الخطوة على مائدة المفاوضات داخل الإدارة الأمريكية حاليا، نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريرا عن السيناريوهات وردود الأفعال المتوقعة تجاه تنفيذ هذه الخطوة. يقول الدكتور، يهودا بلانجا، استاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، إن احتجاجات الجانب العربي ستكون موجهة إلى الخارج، حيث سيتحدثون مع ترامب عن الخسائر الفادحة التي خلفتها إدارة أوباما في منطقة الشرق الأوسط، وأضاف، أن الدول العربية في حاجة ماسة لترامب، سواء بسبب الحرب في سوريا ومصير الأسد، أو بسبب العديد من القضايا المهمة التي تسترعي اهتمامهم في هذا الوقت. وتابع بلانجا، في ضوء ما سبق، يبدو أنه سيكون هناك معارضة واحتجاج، وليس أكثر من ذلك، وذكر أنه إذا أعلنت الإدارة الأمريكية مجرد إعلان عن نقل السفارة، دون خطوات على أرض الواقع، فستقوم الأردن بالحديث مع السعودية ومصر من أجل إقناع ترامب بالعدول عن هذه الخطوة. وأوضح أن الجانب العربي يفهم جيدا أن ترامب ليس أوباما، وأنه سيغضب جدا لو حاول أي شخص من الخارج التأثير عليه، ونظرا لأنهم في حاجة إليه، فسوف "يبتلعون الضفدعة في حناجرهم" ويسكتون، وبعد ذلك سوف يبحثون عن مخرج سياسي من الوضع. ولفت بلانجا إلى أن الوضع لن يختلف كثيرا بالنسبة لحركة حماس، مشيرا إلى أن الحركة لديها ما يكفيها من المشكلات الداخلية، ولذلك لن تبادر إلى اتخاذ عمليات تصعيدية ضد إسرائيل، أو تنظيم مسيرات إلى القدس. وخلص أستاذ الدراسات الشرق أوسطية إلى أنه ستكون هناك احتجاجات، ولن تتعدى أكثر من ذلك، وعلى المدى البعيد، الدول العربية سوف تتفاوض وتتحدث فيما بينها عما يجب فعله، وهذا كل ما في الأمر. من جهتها، تقول خبيرة المجتمع الفلسطيني وتاريخ الشرق الأوسط بجامعة حيفا، الدكتور رونيت مرزان، إن وسائل التواصل الاجتماعي والتصريحات التي تصدر عن المسؤولين في فتح وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية تشير إلى أن هناك إجماعا على أن نقل السفارة الأمريكية للقدس سوف يشعل المنطقة، لكن التصريحات شيء، والواقع شيء آخر، في النهاية فتح وحماس ضعفاء، ولن يفعلوا أي شيء. ولفتت رونيت إلى أن خطوة نقل السفارة سوف تغضب 3 أطراف يجب أخذهم جيدا في الحسبان، سواء من الناحية الإسرائيلية أو الأمريكية، وهم المغرب والأردن والسعودية، لأنهم أصحاب الكلمة والوصاية الحقيقية عن القدس، لافتة إلى أنه ليس من مصلحة إسرائيل ولا أمريكا إغضاب هذه الدول. ويلفت الدكتور عيدان زلكوفيتش، خبير الشؤون العربية في كلية أكاديمية "عيمك يزرعئيل"، إلى أنه يجب التفرقه في ردود الأفعال العربية والفلسطينية، وأوضح أن حماس وفتح من مصلحتهم تركز المواجهات والصراع في القدس، لأنها أولا ليس تحت حكم السلطة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي هي ليست مجبرة على دفع حساب مع يحدث في مناطق ليست خاضعة لها، وأشار إلى احتمالية أن تنزلق تغزية الاحتجاجات من غزةوالقدس إلى باقي الدول العربية، وتتحول بعد ذلك إلى حرب دينية.