* محامية.. وزيرة.. ظابط شرطة أشهر مهن المرأة على الشاشة المصرية * "الأستاذة فاطمة" يبرهن أن المرأة المحامية لا تقل نجاحا وتفوقا عن الرجل * "مراتي مدير عام".. يثبت قدرة المرأة على العمل رغم التحديات التي واجهتها * "الصبر في الملاحات".. نجحت فيه المرأة كظابط شرطة رغم صعوبة نوعية الجمهور تحل اليوم، الأحد، ذكرى الاحتفال بعيد العمال، حيث يحتفل العالم أجمع بهذه المناسبة من أجل إعلاء وتعزيز قيمة العمل والعامل أيضا.
"صدى البلد" يرصد في التقرير التالي الأعمال الفنية التي كرست قيمة العمل للمرأة المصرية، ونلقي الضوء على المهن التي تميزت فيها المرأة، والتحديات والمعاناة التي أظهرتها الشاشة والتي عانت منها السيدة العاملة كي تثبت جدارتها وتفوقها. فيلم "احكي يا شهرزاد" من إنتاج عام 2009 الفيلم مأخوذ عن قصة الكاتب والسناريست وحيد حامد، وقامت ببطولته منى زكي، وحسن الرداد، ومحمود حميدة، وسوسن بدر، وهو من إخراج يسري نصر الله، حيث تناول أهمية العمل للمرأة المصرية بشكل عام، فقد تألقت فيه الفنانة منى زكي في أداء دور مقدمة البرامج الناجحة، والتي كان لبرامجها صدى كبير في جميع الأوساط في المجتمع المصري. من خلال هذا النجاح والتألق، بدأ زوجها، الذي جسد دوره الفنان حسن الرداد، يضغط عليها كي تبتعد عن مناقشة الأحداث السياسية في برنامجها رغبة منه في أن يحقق طموحه في الوصول إلى أن يعين رئيسا لتحرير إحدى الصحف الحكومية التي كان يعمل بها صحفيا متطلعا ينتظر أن تأتيه فرصة عمره، لم تستسلم زوجته في بداية الأمر، ولكن بعدما نالت منه الضرب والإهانة رضخت الاعلامية في الابتعاد عن مناقشة المواضيع التي ترتبط بالسياسة ورجالها، لتقدم سلسلة أخرى من الحوارات مع النساء في مختلف طبقات المجتمع الاجتماعية، لتكشف فيها بصورة أخرى حجم الفساد والفقر بل والقهر الذي تتعرض له المرأة. فيلم "تيمور وشفيقة" من إنتاج عام 2007 تناول الكاتب والسناريست البدع تامر حبيب قصة الفيلم الذي جسد فيه حب شابين منذ أن كانا طفلين تجمعهما عمارة واحدة كانت شاهدة على ولادة قصة حبهما وسط مباركة وتشجيع الأسرتين، ولكن بعدما بدأت ملامح الشخصية تتضح لكليهما، بدأت الاختلافات والخلاف يظهر على السطح، والذي من شأنه تعكير صفو تلك العلاقة البريئة. تناول مخرج العمل خالد مرعي وظيفة كلا الطرفين لتكون مصدرا قويا في تصاعد أحداث العمل، فبينما تألقت البطلة، التي جسدت دورها الفنانة منى زكي في دراستها، وذلك بفضل تشجيع حبيبها ومساندته لها الذي كان يعمل ضابط شرطة وقف بجانبها إلى أن حصلت علي الدكتوراه، نجد نفس الحبيب، والذي جسد دوره الفنان أحمد السقا، يضع العراقيل أمامها عندما تم تعيينها وزيرة للبيئة وهي في سن صغيرة، واعتبر ذلك حدثا لم يستطع استيعابه ويتعايش معه، خاصة بعدما تم تعيينه بالصدفة البحتة للقيام بحراستها وتأمين موكبها. تصاعدت الأحداث ما بين حدوث الاشتباكات بين الحبيبين وبين تنازل أحدهما، إلى أن قررت الحبيبة (الوزيرة) أن تتنازل عن منصبها من أجل أن تحتفظ بحبيبها وتكمل قصة الحب التي نشأت بينهما. فيلم "الصبر في الملاحات" من إنتاج عام 1985 الفيلم عن قصة سمير عبد العظيم وإخراج أحمد يحيى، وتناول قصة فتاة جسدت دورها الفنانة نبيلة عبيد، قامت سيدة ثرية أدت دورها الفنانة مديحة يسري بتربيتها بعدما دخلت والدتها السجن ظلما من خلال اتهامها في قضية مخدرات. قامت تلك السيدة الثرية بتربيتها وانتشالها من بيئتها، حيث كانت تسكن في إحدى المناطق العشوائية، وتحسن من تعليمها إلى أن أصبحت ضابطا في أحد أقسام الشرطة التي ترعى الأحداث. وفي إحدى عمليات القبض على هؤلاء الأحداث، تتعرف على أحدهم لتقوم عبيد بإدماجه في المجتمع ليصبح شخصية إيجابية ناجحة في المجتمع، وتتكشف لها الحقيقة ويتضح أن هذا الشاب (عتريس) هو شقيقها، وتحاول أن تعرف الحقيقة كاملة التي جاءت لها بأنها ليست ابنة تلك السيدة الثرية، بل إن والدتها هي السيدة حسنية، التي جسدت دورها الفنانة تحية كاريوكا، وهي مسجونة في أحد السجون، لتقوم بمعرفة سجلها وتأخذ ملفها وتقوم بالإفراج عنها بمساعدة رؤسائها في مصلحة السجون. فيلم "مراتي مدير عام" من إنتاج عام 1966 هذا الفيلم بالتحديد عمل على تعزيز قيمة العمل بالنسبة للمرأة المصرية، فقد تناول مؤلفه الكاتب عبد الحميد جودة السحار في روايته، والتي قام سعد الدين وهبة بكتابة السناريو والحوار لها، أهمية العمل للسيدة، خاصة عندما تحاول التوفيق بين عملها وواجباتها كزوجة مسئولة عن بيتها وزوجها. ركز المخرج فطين عبد الوهاب على إيضاح حقوق المرأة من خلال تناوله قصة الزوج الذي يعمل مهندسا بإحدى شركات المقاولات بالقطاع العام، وتصادف أن زوجته التي كانت تعمل معه في نفس الإدارة أصبحت مديرته في العمل، الأمر الذي رفضه تماما. تتصاعد أحداث العمل وتنتج العديد من المفارقات والاختلافات، والتي ترفض فكرة أن تكون الزوجة هي المديرة التي تعطي الزوج الأوامر والملاحظات، لتقرر الزوجة (المديرة ) حفاظا على زوجها وبيتها أن تنتقل إلى شركة أخرى لتفاجأ بأن زوجها من موظفي تلك الشركة الجديدة، وذلك بعدما اقتنع بها كزوجة ناجحة أولا، ومدير عام له. فيلم "الأستاذة فاطمة" من إنتاج عام 1952 هذاالفيلم اعتبر سابقة فنية واجتماعية كبيرة جدا، فقد تناول قيمة عمل المرأة في فترة عصيبة، فقد جاءت مناداته بعمل المرأة وخروجها إلى معترك الحياة أثناء فترة سياسية مليئة بالأحداث مشحونة بالمعارك والأفكار السياسية، وهي فترة قيام ثورة يوليو عام . 1952. ركز كاتب ومؤلف العمل السناريست علي الزرقاني، على إثبات قدرة المرأة على القيام بجميع المهن حتى ولو كانت تلك المهنة هي المحاماة، تلك المهنة التي تتطلب نوعية معينة من الأداء من حيث المجادلة والمثابرة في المحاكم وأمام منصة القضاء. كما ركز المخرج فطين عبد الوهاب على توضيح رسالة الفيلم، وهي أنه ليس هناك فرق بين الرجل والمرأة في تولي أي وظيفة، فقد كفل لها الدستور الحق في التعليم، وبالتالي من حقها ممارسة جميع الوظائف الحكومية. وأوضح ذلك من خلال إظهار مهارة وتألق البطلة التي كانت تعمل محامية، والتي جسدت دورها فاتن حمامة وسط رفض المجتمع لها بمن فيهم خطيبها زميلها في نفس المهنة، والذي جسد دوره الفنان كمال الشناوي، وعندما اتهم هذا الخطيب في قضية قتل، قامت هي بمهارة وفهم وتمعن ودراسة حيثيات القضية، بالحصول على البراءة له لتثبت أن المرأة هي أيضا صانعة للنجاح والتميز.