سيدي الرئيس أرجوك أن تقبل مني هذه الكلمات التي تحويها السطور التالية بصدر رحب، وبلا ضيق، فأنا من أبناء هذا الوطن الكادحين، ومواطن غيور على كل ذرة من تراب وطنه ارتوت بدماء أجدادي وآباءي الشهداء عبر الحروب المتتالية التي شهدتها مصر من عدوان ونكسة ونصر إلى إرهاب أسود يحصد أرواح أخوتي الأبرياء حتى يومنا هذا. سيدي الرئيس، أنا مواطن مصري عاتب عليك وعلى إدارة حكومتك لأزمة الجزيرتين، التي بلا شك، لا يحزنك عندما أعارضك القرار، وأقل أنهما مصريتان، ولا يجعل أتباعك يخونونني ويتهموني ومن يعارضوك بأننا أتباع الجماعة الإرهابية التي كانت تحكم مصر. سيدي الرئيس، قل لأتباعك، أننا من ساندك وأنت كنت عونا لنا في الثلاثين من يونيو، عندما ثُرنا على نظام جماعة المرشد، لذا فيا سيدي الرئيس، أنت بشر لست معصوما من الخطأ، وإن أخطأت فنحن نقومك، وإن أخطأنا فأنت قوام علينا، ولا ضير في ذلك. سيدي الرئيس، الوطن ملك لنا جميعا، وليس ملكا لك وحدك أو لرجالك، ومنذ قدومك بناء على رغبتنا نحن الشعب، عاهدتنا على أن تصارحنا بكل شئ، وذلك لم يحدث في شأن جزيرتي "تيران" و"صنافير" المصريتين، والتي أؤكد أنهما مصريتان، ولن يثنيني عن ذلك شئ أو أحد، لأنني أنتمي إلى جيل درس في الكتب مصريتهما، وزارهما عند السفر إلى المصيف في رحلة بحرية، والأدهى أنهما من ضمن المحميات الطبيعية التي تم حصرها في جمهورية مصر العربية، حسبما عرفت خلال عملي طيلة 19 عاما في مهنة الصحافة متخصصا لسنوات في شؤون البيئة. سؤالي لك، لماذا لم تخرج وتتحدث إلى الشعب بكل صراحة عما كان يدور في الكواليس منذ أشهر على حد قول رجال نظامك، منذ إعلان القاهرة مع ولي العهد السعودي، ذلك الحديث الذي قطعته عهدا على نفسك بأن يكون كل شهر، تتحدث فيه إلى المواطن بكل صراحة عن كل شئ، كوننا شركاء معك في هذا الوطن. سيدي الرئيس، علامات استفهام كثيرة، أنت مسؤول عنها شخصيا، ولا يملك أحد مسؤوليتها سواك، تحدثت في لقاءك مع بعض من رموز المجتمع عن "أهل الشر"، من هم "أهل الشر"؟، هل هم نحن الشعب المصري الأبي الذي عارضك في أمر الجزيرتين عندما قرر التظاهر اعتراضا على القول بأنهما سعوديتان وليستا مصريتان، كما يتهمنا أنصارك الذين يخونوننا؟. سيدي الرئيس، الخلاف لا يفسد للود قضية، فأنت سندنا ونحن سندك، وكما قلت أنك لست إخوان ولست سلفيا إنما أنت مصري مسلم، فنحن أيضا لسنا إخوان ولا سلفيين فنحن مصريون مسلمون ومسيحيون، نخاف على وطننا مثلما تخاف أنت عليه. أنت مسؤول أمام الله والتاريخ، عن مصر وشعبها، هي وهم أمانة في عنقك سيحاسبك الله عليها، خصوصا وأننا وثقنا فيك، ونثق فيك ثقة عمياء كونك من أبناء المؤسسة الوطنية، التي تقدم أرواحها فداءً للوطن. سيدي الرئيس أليس غريبا أن يغير معارضوك في أمر الجزيرتين أراؤهم بين عشية وضحاها، فبعد أن جزموا بأنهما مصريتان، عدلوا عن آرائهم القاطعة بعد ساعات قليلة بصورة تثير الريبة، ومنهم اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وأحد قادة نصر أكتوبر 1973، وأيضا المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق، وهما من رجال المؤسسة الوطنية العسكرية، وغيرهما آخرين.. أليس ذلك أمرا يثير الريبة، أيضا؟! سيدي الرئيس ما موقفك كمواطن مصري شريف، قبل أن تكون رئيسا من الوثائق والمستندات التي تثبت أن الجزيرتين مصريتين والتي ترجع مصريتهما حسب الوثائق إلى عام 1906، أي قبل تأسيس المملكة السعودية ب 26 عاما تقريبا، ومنها ما هو موجود في دار الوثائق القومية. وما موقفك من خارطة القطر المصري التي تكسو الجدار خلفك داخل القصر والتي توضح أن الجزيرتين داخل القطر المصري؟، وماصحة ما نسب إلى اللواء مراد موافي، مدير المخابرات سابقا، الذي قيل منسوبا إليه على لسان مسؤول سعودي رفيع المستوى، حول هذه القضية، أن جزيرة تيران تحديدا مصرية، ولا جدال في ذلك؟ سيدي الرئيس، هل كلمات زعيم ثورة يوليو جمال عبد الناصر بأن تيران مصرية خاطئة كما قال رجالك؟، وهل تضحيات السادات الزعيم الداهية في حرب العزة واستعادة الوطن كانت مجرد أوهام؟، السادات الذي كانت كلماته قاطعة عندما قال إن العرب هم الذين ينتمون إلينا ولسنا نحن الذين ننتمي إليهم؟، وهل أخطأ حسني مبارك ابن المؤسسة العسكرية قبل أن يكون رئيسا سابقا عندما قال لصحفية أجنبية عندما سألته لماذا لم تلجأ أو تتخلى مصر عن طابا، فرد عليها قائلا هل تستطيعين أن تتخلين عن إبن من أبناءك؟. سيدي الرئيس، هل "أهل الشر"، الذين تقصدهم، هم الذين تعمدوا زرع فتيل الفتنة بينك وبين شعبك، لتثار هذه الأزمة، ويتم التوقيع على هذه الاتفاقية، بالتزامن مع احتفالاتنا بتحرير سيناء، التي تمتد ما بين عيد تحرير طابا في 19 مارس، وعيد تحرير سيناء في 25 أبريل؟.. وهل هم من حركوا المياه الراكدة مع قرب مرور عامين على توليك زمام السلطة، وعهدك للمصريين الذين قلت لهم حاسبوني بعد مرور عامين على وجودك رئيسا؟ كل هذه الأسئلة، أنت وحدك التي تملك الإجابة عليها، ونحن نثق فيك، فلا تنزعج عندما يعلن بعض من أبناء شعبك معارضتك بالنزول إلى الميادين، وقل لرجال نظامك لا تخونوهم أو تتهموهم بالانتماء لجماعة إرهابية، خصوصا وأنك كنت مطلبا لهم من قلب ميدان الثورة، ميدان التحرير وكافة ميادين مصر، وفوضوك في الحفاظ على وطنهم مرارا وتكرارا ثقة فيك، بل ثقة في محلها. سيدي الرئيس استفت شعبك، واستمع لصوتهم فنحن جميعا شركاء في هذا الوطن، وأمر الوطن شورى بيننا، فالخلاف لا يفسد للود قضية. [email protected]