* اللاوندي": دول الغرب "تكيل بمكيالين" في تعاملها مع أحداث فرنسا ومصر * "نهى بكر": التعامل الغربي مع هجمات فرنسا وحادث الطائرة يدعم الإرهاب * "جهاد عودة" يوضح سبب تعاطف العالم مع باريس عقب الهجمات الإرهابية أظهرت المفارقة العجيبة من الدول الغربية فضيحتها في التعامل مع حادثي إرهاب وقعا في بلدين مختلفين وراح ضحيته مواطنون، ففي تفجيرات فرنسا أبدت دول أوروبية تعاطفا كبيرا معها في الحادث الذي راح ضحيته عدد كبير من الفرنسيين، ووصل إلى إضاءة عواصم العالم بالأضواء الفرنسية، على عكس ما قامت به نفس الدول في حادث سقوط الطائرة الروسية بمصر 31 أكتوبر الماضي، والذي تعده أنه وقع نتيجة عمل إرهابي، من تشويه تلك الدول لمصر وإجلاء رعاياها، وهو ما لم تتخذه الدول الغربية من عمليات الإجلاء لرعاياها من فرنسا، "صدى البلد" يحاول تحليل المشهد عبر متخصصين: دماء رخيصة قال الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، إن المفارقة الشاسعة التي اتبعتها الدول الغربية في التعامل مع واقعتي سقوط الطائرة الروسية بمصر، وتفجيرات فرنسا، توضح أن هناك حربا غربية إعلامية على مصر، بعد تعاطف دول الغرب مع فرنسا وشن حرب على مصر. وأضاف "اللاوندي" أن الدول الغربية تضع عدة اعتبارات لمفارقتها في التعامل، موضحا أن فرنسا تعد عقر دار الغرب وتكاد تكون الدولة الثانية بعد أمريكا في التحالف الغربي، كما أنها عضو دائم بمجلس الأمن وعضو بحلف الناتو، وهو ما جعل دول الغرب تتعاطف معها وتعتبر أن ضرب باريس بمثابة ضرب العالم، على عكس مصر التي شهدت حادثا مأساويا بشأن حادث الطائرة الروسية الذي لم يلق تعاطف هذه الدول، بل وسارع الكثير بالتباهي بإجلاء الرعايا من مصر ، وهو ما يعد كيلا بمكيالين. وتابع: "كأن الدماء التي تجري في عروقنا ماء، بينما ما تحمله عروق الفرنسيين دماء، فهم لا يتحرجون أن يكونوا بجانب فرنسا لكن يتحرجون أن يتعاطفوا مع مصر"، موضحا أن دول الغرب لا يهمها مصر ولا روسيا، وأن ما يهمها باريس لأنها عاصمة الغرب". "تعاطف مزعج" ومن جانبها، قالت الدكتورة نهى بكر، خبير العلاقات الخارجية بالجامعة الأمريكية، إن حادث الطائرة الروسية بمصر لم يقابله تعاطف كافِ من المجتمع الدولي، كما حدث مع فرنسا في التفجيرات الأخيرة، مشيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها دول تجاه مصر بإجلاء رعاياها، كانت بسبب تخوفها من مصداقيتها أمام شعوبها، ولمسئولياته تجاههم، لافتة إلى أن تلك الإجراءات لم تكن تعسفية بقدر ما هي إلا إجراء احترازي. وأضافت "بكر"، في تصريح ل"صدى البلد"، أن المزعج في الأمر هو عدم التعاطف مع مصر في حادث الطائرة الروسية، كما حدث مع فرنسا في تفجيرات باريس، مشيرة إلى أن عدم إظهار التعاطف هو نوع من دعم الهدف الإرهابي، الذي يرمي إلى خلخلة آليات التعاون والتعاطف بين الدول فيما يخص الإرهاب. وتابعت: "كان من المنتظر أن يعرب رؤساء العالم عن حزنهم وتعاطفهم مع مصر كما فعلوا مع جميع الدول التي تقع فيها أحداث إرهابية"، مشيرة إلى أنه كان من الممكن أن يأخذ المجتمع الدولي الاحترازات تجاه رعاياه مع إظهار التعاطف، ولافتة إلى أن عدم التعاطف أدى إلى جرح الشعب المصري. وأشارت خبيرة العلاقات الخارجية إلى أن الإعلام المصري عليه أن يخاطب العالم بلغته لإعلامه أن عدم التعاطف مع الدول يصب في مصلحة الإرهاب. "الضحايا روس" وفي السياق ذاته، قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلاقات الدولية، إن عدم تعاطف الدول الغربية مع مصر في حادث الطائرة الروسية، وتعاطفها مع فرنسا في التفجيرات الأخيرة، لم تكن به مفارقة من هذه الدول، مشيرا إلى أن تعاطف الدول مع فرنسا جاء لوقوع ضحايا من مواطنيها، وهو ما لم يحدث في مصر من وقوع ضحايا مصريين. وأضاف عودة ل"صدى البلد" أن ترحيل بعض الدول رعاياها من مصر وعدم اتخاذ نفس الدول نفس الموقف مع فرنسا بترحيل رعاياها، لرؤية تلك الدول أن المسألة متعلقة بسلامة مواطنيها في المقام الأول، كما أن هذه الدول رأت أن هناك تقصيرا من عمليات التأمين الموجودة بالمطار. وأوضح أن "رفض النتائج الدولية التي أجراها الروس عن سقوط الطائرة بعد رؤيتهم أن لديهم تحليلات جاءت نتائجها بناء على استخدام تكنولوجيا متطورة، جعلها تتحدث اليوم عن أن سبب سقوط الطائرة هو قنبلة تم وضعها بداخلها، وهو ما وضعنا بموقف محرج أمام العالم". وأشار إلى أن غياب المعلومة أمام الرأي العام العالمي والمحلي جعل الشبهات تدور حول حادث سقوط الطائرة، مما سبب نوعا من عدم الثقة لدى بعض الدول الأوروبية وجعلها تجرى تحقيقات خاصة كما فعلت روسيا، الأمر الذي سبب حالة من عدم تعاون بعض الدول مع مصر ترتب عليه توتر في العلاقات مع هذه الدول.