* اللواء علاء عبدالظاهر: * نحارب مجهولا ومع ذلك لا نخشاه * نمتلك أحدث التقنيات الحديثة لمواجهة الإرهاب * أقول للمصريين هذه فترة لابد أن نعبرها معا وأوشكت علي التنتهاء * ضباط الإدارة لدينا علي قدر عال من الخبرة والكفاءة ما يؤهلهم للتعامل مع أي متفجر * أرواحنا فداء لبقاء هذا البلد ومستعدون لكثير من التضحيات في تلك الفترة التي تمر بها البلاد من أعمال تخريب وإنفجارات من قبل جماعة لادين لها ولاتعرف من الدين إلا اسمه وفي أي واقعة نسمع دائما عبارات" توجه رجال المفرقعات لتمشيط المكان ""الآن خبراء المفرقعات يتعاملون مع العبوة الناسفة " فكان لزاما أن ننتقل للحديث مع هولاء الرجال الذين نجدهم دائما في أول الصف وفي المواجهة المباشرة لنيران الإنفجارات التي أودت بحياة عدد من أصدقائهم أمام أعينهم ورغم ذلك نجد إصرارا في عيونهم ونجد وجوها تملؤها الشجاعة وقلوبا قليلا ما تجدها فهو يواجه الموت في كل مأمورية يقوم بها وهو يعلم تمام العلم أنه من الممكن أن تكون مأمورية بلا عودة وذهاب بلا رجوع ومع ذلك لم يتأخروا لحظة ولم تسند إليهم مأمورية إلبا وقاموا بها علي أكمل مايكون إنهم خبراء النفرقعات بوزارة الداخلية هم رجالا يحملون أرواحهم علي كفوفهم منذ خروجهم من بيوتهم حتي عودتهم وذلك حرصا مكنهم علي المحافظة علي هذا الوطن . ولذلك إنتقلت صدي البلد لإدارة المفرقعات الفرعية وأجرينا الحوار مع اللواء علاء عبدالظاهر مدير الإدارة . فى البداية ..ماالمطلوب من المواطن البسيط إذا عثر علي جسم غريب بالشارع واشتبه في كونه لغم ؟ بداية يجب عليه إبعاد المواطنين عن الجسم المشتبه فيه لمسافة كبيرة ومنع السيارات من المرور بهذا المكان عن طريق إبلاغ أي شرطي متواجد بالمكان ليتوجه علي الفور ليمنع الناس من الإقتراب من الجسم ولإيقاف حركة المرور بالمنطقة ،ويجب عليه بعد ذلك إبلاغ غرفة عمليات الحماية المدنية علي رقم 180 أو الإستغاثة بالنجدة علي رقم 120. ما الخطوات الأولي التي يتخذها خبراء المفرقعات عند وجود بلاغ باشتباه في جسم غريب؟ يتواصل علي الفور أحد ضباط الإدارة بالمبلغ هاتفيا ويسأله عن بعض المواصفات في الجسم الغريب محل الشك ويستجوب الضابط المتصل عن بعض البيانات الخاصة به لأن هذه البيانات نحتاجها بعد ذلك في جمع المعلومات عن الواقعة. كم متوسط عدد البلاغات التي تتلاقاها الإدارة يوميا ؟ حسب الارقام والمعلومات فإن البلاغات تتراوح يوميا ما بين 60 إلي 100 بلاغا ما بين الإيجاب والسلب، وللعلم يتم التعامل مع جميع البلاغات بجدية وبشكل رسمي وعلي وجه السرعة ومهما كثر عدد البلاغات يوميا فإننا نأخذ الأمور كلها موضع الجدية والاهتمام ويتم التعامل الفوري. هل الإدارة مزودة بالأجهزة الحديثة التي تسمح للضباط بالتعامل الجيد مع الأهداف وتمكنهم من اكتشاف القنابل وإبطال مفعولها بأقل الخسائر؟ نعم فالإدارة لدينا مزودة بأحدث الوسائل الحديثة لمواجهة الانفجارات وطرق مكافحتها فلدينا الروبوت الالي وهو من أحدث الوسائل الحديثة التي يتم التعامل بها مع المتفجرات بديلا عن خبير المفرقعات للمحافظة عليه.. وفي الفترة السابقة قامت الوزارة بشراء أحدث الأجهزة العالمية لمواجهة التطرف ونحن دائما نواكب كل جديد، ونحن أول دولة في الشرق الأوسط تعاملت بالروبوت الألي مع المتفجرات. ما حقيقة الشائعات المثارة في هذه الفترة عن أن 65 بالمائة من الكلاب البوليسية فقدت حاسة الشم لديها؟ لا أعلم من يردد هذه الشائعات ومن أطلقها من الأساس وهذا كلام يثير الضحك، فنحن في الإدارة هنا نعتمد بنسبة 90 بالمائة علي الكلاب في التعرف علي المتفجر ، وإذا صادف في تلك المرات وكان الكلب مجهدا ولم يستطع التعرف أو التوصل للجسم المشتبه به فإن هذه حالة نادرة ولا تستوجب أن نصف الكلاب الموجودة بالإدارة كلها علي أنها فقدت حاسة الشم. ومع ذلك فأنا لا أنفي أن الكلاب في تلك الفترة قد أجهدت نظرا لكمية البلاغات الكثيرة يوميا ولكثرة خروج الكلاب بشكل مستمر للتأمين في بعض الأماكن الحيوية، وهذه الكلاب تحتاج إلي فترة راحة معينة بعد كل عملية يتم القيام بها. ما أكثر العقبات التي تواجه الضباط في التعامل بالشارع مع البلاغات؟ نظرا لأن الشعب المصري شعب طيب ودائما يثبت نفسه وقت المحن ويحب تقديم المساعدة لرجال الجيش والشرطة للخروج من هذه المحنة التي بفضل الله تخطيناها ولكن في بعض الأحيان يجب الإستماع للنصائح المقدمة من خبراء المفرقعات بتالإبتعاد عن مكان الإشتباه . وأكثر العقبات التي تواجه الخبراء هو التفاف المارة حولهم لمشاهدة ما يجري وهذا بدوره يؤثر علي نفسية الضابط التي يتعامل ويشتت ذهنه كما أن من شأنه أن تكون الخسائر أكبرفي حالة وجود تمويه كزرع قنبلة في مكان قريب من الاشتباه للإنفجار في حالة تجمهر المواطنين وهذا بدوره يؤدي إلي إرتفاع الخسائر. ماذا عن الروح المعنوية لضباط الإدارة خصوصا بعد استشهاد العقيد العشماوي وغيره أثناء تعاملهم مع إحدي العبوات؟ ضباط الإدارة جميعا علي قدر عالي من الإيمان وهم يؤمنون بأنهم أصحاب رسالة لا بد أن يقوموا بها مهما كلفهم ذلك من متاعب ولو تجاوز الأمر لفقدانهم أرواحهم . ونحن قمنا بعمل إعادة تأهيل لجميع ضباط الإدارة لإستعادة روح العزيمة بهم وبالمناسبة فإن ضابط المفرقعات له مواصفات بدنية ونفسية خاصة تؤهله لعبور أي عقبات ومحن مهما حدث أمامه ويتم إختياره بعناية فائقة. وفي الفترة المتزامنة مع إستشهاد العقيد العشماوي فإننا تلقينا كثيرا من الطلبات من ضباط المباحث والأمن العام ومعظم إدارات الوزارة يطلبون فيها الإلتحاق للعمل بالإدارة لدينا. أخيرا ..ما الرسالة التي توجهها للإرهابيين الذين استحلوا الدماء وأهدروها ؟ أقول لهم إننا لن يخيفنا شيئ فهذه عقيدة راسخة بداخلنا اننا لن نحيا إلا بحياة مطمئنة لإخواننا من أبناء هذا الوطن. وأؤكد نحن للمخربين بالمرصاد ولن تتمكنومن العبث بوطننا وإثارة الفوضي ،فروحنا فداء لحماية هذا الوطن .