تجسد مدرسة الشهيد عمران مصطفى النحاس بقرية إطسا في محافظة المنيا، الحالة المتردية للتعليم في مصر، حيث يجلس أكثر من 7 آلاف تلميذ في مكان أشبه بحظيرة المواشي، وسط الزراعات، وتحت أسقف سعف النخيل وجدران متصدعة تهدد حياتهم، ويلقي المعلمون دروسهم على المصاطب، ويذهب التلاميذ ومعلموهم إلى المساجد لقضاء حوائجهم. المدرسة بنيت بالبلوك الأبيض منذ 3 سنوات بالجهود الذاتية، على مساحة 17 قيراطا، لكن معظم جدرانها تصدعت، وتواصل الأتربة خريرها من السقف الخشبي على 20 فصلا بهم 733 تلميذا، كما تفتقر المدرسة للأبواب والنوافذ، وأرضياتها ترابية. الثعابين والعقارب والناموس والفئران، بجانب القمامة والبعوض، تعوق عشرات التلاميذ من الذهاب لمدرستهم يوميا، فبحسب صلاح عبد المنعم، مدرس التربية الرياضية، يلاصق فصول الجانب الشرقي للمدرسة مجرى مائي على مسافة متر واحد، يسبب انتشار الزواحف والقوارض والقمامة والروائح الكريهة، وتدخل الزواحف من خلال فوارغ البلوك، ورغم مخاطبة إدارة المدرسة للوحدة المحلية بتنظيف المجرى المائي، إلا أن طلبهم قوبل بالنسيان. وأضاف عبد المنعم: «أمسكنا بثعابين وعقارب في بداية العام الدراسي الحالي، واضطررنا لتسريح التلاميذ خارج المدرسة، ولأن الجدران دون أساس – بلوك واحد- وبها تصدعات ظاهرة بقوة داخل 5 فصول، يقضي التلاميذ والمدرسون يومهم وسط مخاوف من انهيار الجدران على رؤوسهم، ورغم إبلاغنا كل الجهات المعنية، إلا أن أحدا لم يحرك ساكنا، ولم نحصد سوى الوعود الزائفة والتصريحات المنمقة». ويقول عزت محمد، مدرس: «نجلس علي المصاطب لتحضير الدروس؛ نظرا لعدم توافر الأثاث الكاف، ويلجأ التلاميذ لدورات المياه الخاصة بالمساجد عند قضاء حوائجهم». وأكد خلف صالح، ناظر «الشهيد عمران مصطفى النحاس»: «المدرسة تبرع من أحد الأهالي، ولكونها بنيت وسط الزراعات، اعتبرتها وزارة التعليم بناية عشوائية، وعندما وضع لها رقم كودي، ورفضت وزارة الزراعة اعتمادها». وشكى سيد عبد الجليل، ولي أمر، من تعرض نجله التلميذ بالصف الرابع الابتدائي للإعياء المستمر في فصل الشتاء؛ لعدم وجود نوافذ وأبواب بالفصول. كان اللواء صلاح زيادة، محافظ المنيا السابق، كلف الوحدة المحلية لمركز سمالوط، بالبدء في إجراء المقايسة اللازمة لأعمال المحارة، ودورات المياه والغرف المطلوبة بشكل عاجل، لحين تحديد موقع بديل للمدرسة بعد مخاطبة الجهات المعنية، وقرر تزويدها بالمقاعد، إلا أن المدرسة تبقى على حالها.