ترجمة: شيماء محمد لعبة العروش عبر التاريخ ورمزيتها وسلطويتها يصورها لنا المسلسل الذي ذاع صيته في الفترة الاخيرة (Game of Thrones)، ولعب "العرش الحديدى" داخل المسلسل دور البطل، فهو رمز القوة والسلطة، والأكثر شهرة لدى الثقافة الشعبية خلال القرن ال 21، كما أنه من قديم أزلي قدم الزمان كما صوره المسلسل .. المسلسل من تأليف "ديفيد بينيوف ودانيال وايز" وحصل مواسمه المختلفة على اعلى نسبة مشاهدات في الفترة الأخيرة .. فما هي قصة العروش عبر التاريخ ورمزيتها؟ الأصل اللغوي العرش أو " Throne" كلمة أصلها يوناني من "θρόνος" والتي تعني المقعد أو الكرسي المرتفع، وأحيلت إلى اللغة الإنجليزية عبر اللاتينية والفرنسية القديمة، ويرتبط مفهوم العرش اصطلاحا بالرمز إلى نظام الحكم بشكل عام فكلمة "العرش" لا تشير فقط إلى الكرسي انما تحمل معنى النظام الملكي أو الحكم نفسه. الإله والرمزية التاريخية صورة للإله "شمش" في بابل القديمة جالس على عرشه يقابل الحاكم في البداية، كانت العروش مرتبطة بالإله، فهو رمز السلطة الحقيقة وصاحب السلطان والمستوي على العرش ، لكن الأمر لم يستغرق وقتا طويلًا حتى قرر الإنسان أن يستفيد من المكانة الرمزية لفكرة "عرش الإله " ليدعم بها نظام الحكم ويرمز بها لقوته وسلطته. وبالتالي اهتم الحكام بزينة وتطوير عروشهم في المقام الأول عبر التاريخ، باعتبار أن العرش العظيم رمزًا للقوة، وتحول الأمر أن الشعوب كانت تنبهر بعرش الملك وقصره وتفتخر به وتوليه الاهتمام الأكبر دون النظر إلى احتياجاتهم الأساسية من غذاء وصحة وتعليم، فقوة الملك وسلطته تكفيهم ! وكان للمهندسين المعماريين دورًا بارازًا فى إنشاء عروش الملوك، فهم لا يقتصرون على جمال المظهر والمعمار فحسب، ولكن كانت هناك فلسفة وايديولوجية للملوك فى بناء عروشهم، تعتمد في عمقها على وحدة الصف بين الشعب والحاكم، لذلك كانت المواد المستخدمة في البناء تختار بعناية شديدة لأجل إبهار الشعوب والحفاظ على وحدة الأرض. عرش الملوك الأخمينيين لم ينجو سوى عدد قليل من عروش العالم القديم، ومع ذلك، تم تمثيلها في الفنون الملكية للحضارات القديمة، ومن الأمثلة، عرش ملوك الإمبراطورية الفارسية الأخمينية. كانت مدينة برسيبوليس القديمة (تقع حاليا في محافظة فارس، ايران) هي عاصمة الإمبراطورية الأخمينية، وأسسها داريوس الأول في 518 قبل الميلاد، وكانت المدينة تضم جزء معروف ومهم هو" apadana"، أو "قاعة الجمهور". وعلى السلم الشرقي من "قاعة الجمهور" يمكن العثور على لوحة رائعة تظهر ممثلين عن جميع الدول الخاضعة لحكم الإمبراطورية الأخمينية يرتدون الأزياء التقليدية ويؤدون التحية للملك الأخميني. وفي الجزء الأوسط من الدرج صورة تظهر الملك الأخميني نفسه – وغالبا ما يعتقد أنه داريوس الأول- وخلفه ولي العهد وامامه رجال الحاشية الملكية يقدمون التحية. طقوس التحية في البلاط الإمبراطوري تتمثل في كيفية الوقوف أو الركوع أو السجود أمام العرش. عرش الامبراطورية الصينية اشتهر عرش أباطرة الصين ب "عرش التنين "، ويصف أحد المراقبين بأنه عبارة عن ثلاثة أبواب عظيمة أمامهم مقعد في الوسط مع حاجز مزخرف، ويحيط بالعرش أعمدة مزخرفة بنقوش الفن الصيني، ومنذ إلغاء الملكية الصينية في بداية القرن العشرين. عرش انجلترا حين انتهى النظام الملكي الصيني منذ أكثر من قرن، لا يزال هناك قدرًا كبيرًا من الملكيات مستمرة في العالم، واحدة من العروش الأكثر شهرة اليوم هوعرش انجلترا، الذي تشغله اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العظمى. "كرسى التتويج" أو ما يعرف بالمراسم المقدسة لتنصيب العاهل البريطاني؛ بدأت صناعته في القرن الثالث عشر الميلادى، وشهد تتويج نحو 38 ملكًا لانجلترا. عرش سليمان والقديس بطرس عرش النبي سليمان هو العرش الأشهر المذكور في الكتاب المقدس، وكان هذا العرش عظيم جدًا، حيث ألهم عروش الأباطرة البيزنطيين فيما بعد. على مر التاريخ، الكرادلة والأساقفة ورؤساء الأديرة جميعهم كان لهم الحق أن يكون لهم عروشهم الخاصة، وترجع أقدم العروش إلى البابوية عرش القديس بطرس (من القرن الرابع الميلادي)، بني من العاج وخشب البلوط. وكانت هذه العروش تهدف إلى توحد أو تفرق، لا يزال رمز السلطة والتبجيل للعرش يسود ليخلق شعور من الرهبة لدى كثير من الناس الذين يقفون امامها.