تجاوز عدد المهاجرين في يوليو، والذين وصلوا إلى حدود الاتحاد الأوروبي، حاجز المائة ألف شخص، وكان أغسطس هو ثالث شهر على التوالي يتم فيه تسجيل رقم قياسي جديد، ففي أسبوع واحد من ذلك الشهر، وصل 21 ألف مهاجر إلى اليونان، وقد اشتكى السياح من أن إجازة الصيف التي طالما كانوا يخططون لقضائها في جزيرة يونانية أصبحت الآن في وسط مخيم لاجئين. بطبيعة الحال، تنطوي أزمة اللاجئين على أبعاد أخطر بكثير ففي الأسابيع الماضية، عثرت السلطات النمساوية على جثث متحللة لواحد وسبعين مهاجرا في شاحنة تم تركها بالقرب من فيينا، كما غرق أكثر من 2500 مهاجر في مياه البحر الأبيض المتوسط هذا العام، ومعظمهم كانوا يحاولون العبور من شمال أفريقيا إلى إيطاليا. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن العالم أدرك فجأة أن هناك "أزمة لاجئين"، حيث تزايد عددهم أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية، وقد ارتفع عددهم إلى الثلاثة أضعاف منذ نهاية عام 2001، ولكن تم التعامل مع المشكلة فقط في الآونة الأخيرة، بعد انفجار سدود التجاهل المتعمدة. ويوضح الموقع أن اللاجئين اتجهوا إلى أعتاب أوروبا هروبا من اليأس والموت، فقد تخلوا عن منازلهم وأوطانهم بسبب الصراع اليائس، مشيرا إلى أن القوى التي خلقت هذه الأزمة ضخمة، فأزمة اللاجئين مجرد عرض من أعراض الواقع الأكثر وحشية بكثير، فهذه ليست مجرد أزمة حالية، ولن يتم حلها عن طريق الدعم الإنساني. ويضيف الموقع الكندي أن الأزمة الحالية تشبه حجم أزمة الحرب العالمية الثانية بسبب الأحداث المريرة والمصيرية الهامة للحرب، ولكن الأزمة الراهنة تتسبب في محرقة جديدة، نرفض أن نعترف بها، حيث وقائع العنف الجماعي والدمار الشامل، يمكننا أن نرى أشكال الدمار في التدخل الغربي المتعمد. ويلفت الموقع إلى أن التدخلات الغربية بقيادة الولاياتالمتحدة سمحت بتفاقم أزمة اللاجئين، ولكن واشنطن اعتادت على هذه الأزمات، حيث قامت بإبادة الهنود الحمر، السكان الأصليين للقارة الأمريكية. ويرى الموقع أن هناك عملية إبادة على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى، كما أن الغربيين لا يريدون الاعتراف بما تقوم به حكوماتهم، خاصة حكومات منظمة حلف الناتو، فهم السبب في مقتل وتشريد العراقيين، والسوريين والليبيين، بالإضافة إلى اليمن والصومال وفيتنام والكونغو. ويضيف الموقع أن الحروب لم تنته بعد، وعدم الاستقرار سيستمر لفترات طويلة وسط استخدام كافة وسائل التدمير، ومحاولات الحكومة الأمريكية المضللة لإقناع الشعوب بانها تبحث وتحاول تحقيق الاستقرار، فأبدا لم تأت الولاياتالمتحدة بالاستقرار، ولا تسعى لتحقيقه، فقط تحاول زعزعة استقرار بلدة تلو الأخرى. قدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في نهاية العام 2014 أن عدد الأشخاص الذين اضطروا إلى النزوح عن ديارهم على مستوى العالم وصل إلى 59.5 مليون شخص، وهي أعلى نسبة تم تسجيلها، ومن بين هؤلاء ينتظر 1.8 مليون قرارات تتعلق بطلبات اللجوء التي قدموها، كما يعيش 19.5 مليون منهم كلاجئين، فيما أصبح البقية من النازحين في داخل بلدانهم. تشكل سوريا وأفغانستان والصومال أكبر مصادر اللاجئين، ولكن هناك مهاجرين آخرين كثيرين يأتون من ليبيا وإرتيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، ونيجيريا وجمهورية الكونجو الديمقراطية، وفي آسيا، ساهم الاضطهاد الذي تتعرض له أقلية الروهينجيا المسلمة في ماينمار بالزيادة الأخيرة في عدد اللاجئين.