على الرغم من كونه كفيفًا، لكنه لم يستسلم لذلك ولم يتحول إلى متسول أو إلى طالب إحسان من الناس، ولم تكن إعاقته في عينيه سببًا لتقاعسه عن السعى على رزقة ورزق زوجته التى يشعر تجاهها بالمسؤولية. إنه الشاب أيمن فتحتى عبد الستار أبو الفتوح، الذي يبلغ من العمر خمسة وثلاثين عامًا من مدينة كفر سعد بدمياط، كفيف البصر، لم يرتكن إلى المنزل بل خرج إلى لشارع يعمل ليكسب لقمة عيشه، ولم يجد سوى عربة يبيع عليها الطماطم والخضار ليكسب في نهاية يوم عمل شاق بعض الجنيهات، يصفها هو بأنها قليلة ولا تكاد تكفي أساسيات بيته، لكنه يشعر بالرضا؛ لأنه يكسب من عمل يده ولا يتسول لقمة عيشه. يقول أيمن: نشأت في أسرة فقيرة كآلاف الأسر في المجتمع الريفي، وأصبت بمرض في عيني، ونظرًا للظروف المعيشية الصعبة لم يستطع والدي أن يجري لي عملية جراحية، ربما كانت ستنقذ نظري أو حتى جزءًا منه، لكن الحمد لله، لم يتمكن أبي من علاجي ففقدت بصري تمامًا، ومع ذلك أحاول أن أعتمد على نفسي، بشتغل على عربية طماطم علشان أكسب لقمة عيشي بعرقي وتعبي لأني مقدرش أمد إيدي لأي حد واطلب منه مساعدة، أنا كمان الحمد لله متزوج وزوجتي حامل، وطبعًا المصاريف بتزيد، خاصة وانا ساكن بالإيجار، ومع متطلبات الحياة بشعر بالعجز؛ لأني كتير مش بقدر أدبر أموري، وكل اللي انا محتاجه، إن الدولة تساعدني أكمل حياتي باحترام، بوظيفة تناسب عجزي أو مشروع صغير أعيش منه أنا وزوجتي وطفلي المنتظر، أنا مليش أي طلبات تانية. أيمن شاب كفيف يعتبر مثالًا للرجل الذي رفض أن يستغل إصابته في التسول، كما يفعل المئات من المصابين، أو حتى الذين يدَّعون الإصابة، وتنقل "البديل" صوته إلى محافظ دمياط، بمساعدته في حصوله على وظيفه تناسب وضعه أو عمل مشروع صغير يعيش منه هو وأسرته.