طرحت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي منطقة سهل الجلابة بمدينة كوم امبو بمحافظة أسوان ضمن المشروع القومي لاستصلاح المليون فدان؛ لتساهم في ذلك المشروع ب 220 ألف فدان، باعتبارها ضمن المناطق الواعدة والتي تتمتع أراضيها بخصوبة عالية، بالإضافة إلى توافر المياه الجوفية بها. حيث أكد الدكتور أحمد جابر، عضو الفريق البحثي المصري الأمريكي المشترك لمشروع سهل الجلابة بغرب كوم امبو، أنه وفقًا للصور الفضائية الحرارية والرادارية التي التقطت، وجد أن خزان المياه الجوفي بتلك المنطقة متصل ببحيرة ناصر جنوبًا ونهر النيل شرقًا من خلال تراكيب جيولوجية عميقة تحت سطح الأرض، قد تمد تلك المنطقة بالمياه حال نقصانها، وبالتالي فإن تلك المنطقة لن تعاني من نقص المياه اللازمة لكافة أشكال التنمية. وأوضح "جابر" أنه يمكن استصلاح 750 ألف فدان بسهل الجلابة، لارتفاع منسوب المياه الجوفية بها عن مستوى نهر النيل، وفي حالة استهلاك المياه الجوفية في عمليات الاستصلاح والتنمية الزراعية والعمرانية خلال 20 – 30 عامًا، فإن التركيب الجيولوجي للممرات الجوفية سيسمح بجذب المياه من نهر النيل مرة أخرى، أي أن المياه متجددة. فيما كشف الدكتور مغاوري شحاتة، خبير المياه الجوفية، أنه لم يتم تحديد الأراضي الصالحة للزراعة بمنطقة سهل الجلابة، والتي يمكن أن تشارك في مشروع استصلاح المليون فدان حتى الآن، لعدم معرفة الوضع الحقيقي لحجم المياه المتواجدة بالمنطقة، وما زال الطلب المقدم إلى وزارة الري لحفر ثمانية آبار اختبارية عميقة "700 – 800 متر"؛ للوقوف على مدى توافر المياه الجوفية واستدامتها، لم يتم البت فيه، لافتًا إلى أننا ما زلنا في مرحلة البحث عن خزان الحجر الرملي النوبي بالمنطقة، لأنه لا يمكن البدء في زراعة منطقة صحراوية دون التأكد من استدامة المياه بها. وأضاف "مغاوري" أنه على الرغم من ندرة المياه فى سهل الجلابة، فإن الأهالى قاموا باستصلاح 23 ألف فدان على طريق أسوان الغربي بمياه الآبار السطحية التي قاموا بحفرها والتي لا يتعدى عمقها 120 سم، موضحًا أن تلك العشوائية فى التعامل مع الصحراء نتيجة سوء تقدير كميات المياه؛ لعدم توافر بيانات كاملة عن مصادر المياه لكل منطقة٬ مطالبًا بإجراء الدراسات اللازمة، وإلا تحولت لعشوائيات صحراوية، مشيرًا إلى أن المياه الجوفية فى الصحراء المصرية تصل إلى 17 مليار متر مكعب يستخدم منها 7 مليارات٬ وأن 60% من تلك الكميات غير متجددة٬ وهو ما يستدعى حسن إدارة المياه الجوفية، حتى لا تنفد؛ لأنها مستقبل الأجيال القادمة.