ساعات وتنطلق مراسم احتفالات مصر بعيد الأم، 21 مارس من كل عام، ولكن «البديل» قررت ان يكون احتفالها بعيد الأم مختلفًا وعكس ما تقوم به بعض مؤسسات الدولة، من تكريم للراقصات وسيدات المجتمع الراقى، فعكفت على البحث عن أمهات يستحققن بالفعل التكريم ولم يلتفت لهم أى مسئول. والتقت «البديل» بالسيدة " ثريا أحمد الشامى " سيدة عجوز تخطت ال 50 عامًا من مدينة طنطا، تعمل على عربة "كارو" وتقود حصانا فى مجال الخرده، تخترقها كل يوم نظرات السيدات متحيرات فى أمرها فهى تعمل ما لا يقدرن عليه وتفعل ما يعجزن عن فعله لم تجزع ولم تمدد يدها للغير، رغم ضيق حياتها إلا أنها متعففة صابرة راضية بقضاء الله وقدره لذلك قمنا بالذهاب إليها لنرصد حياتها ونكرمها بصفتها إحدى الأمهات المثاليات. ثريا ليست كباقى السيدات فهى لم تذق طعم الراحة منذ عشرون عامًا، ولا تعرف حياة الدلع أو الرفاهية سيدة ب 100 راجل كما يطلقون عليها الأهالى، انها سيدة كرست حياتها لتربية أولادها الخمسة عكس سيدات أخريات اخترن الطرق السهلة. تسكن «ثريا» فى إحدى العشش بمنطقة عشوائية بمدينة طنطا تفتقر لكل كماليات الحياة فهى لا تملك فى مسكنها تلفاز أو راديو أو غسالة عادية وحتى هاتفها المحمول الذى تحتاجه للتواصل مع التجار فى عملها صينى رديئ الصنع ذو شاشة مكسورة لاترى من خلالها شيئا ولكنه كما قالت " مقضى الغرض والسلام". قالت ثريا "زوجى متوفى وعندى 5 أبناء واحد منهم معاق ويحتاج رعاية خاصة وأعمل على سيارة كارو بحصان منذ حوالى 20 عاما وأقوم بجمع الخرده من حديد قديم وبلاستكيات مستعمل من شوارع المدينة، وأسلمها للتجار لبيعها للمصانع وإعادة تدويرها وتصنيعها وأحصل على رزقى اليومى بالكاد بعد عناء وتعب شديد وهو لا يكفى بالطبع متطلبات الحياة ولكن ماذا أفعل ومن اين أربى الخمسة؟. لم تكن طلبات ثريا من الدولة مثل كل من التقينا بهم من اصحاب الحالات الإنسانية بل كان طلبها الوحيد بالنسبة للمسئولين هو توفير حياة كريمة ولقمة عيش حلال تكفيها هى وأسرتها لعدم السقوط فى طريق الظلمات والحرام الذى يحيط بها فى كل وقت ومكان نظرا للبيئة العشوائية التى تسكنها. وتابعت " اكافح بشرف واحصل على رزق حلال بعرقى، واعمل لتربية ابنائى لوجه الله لا أبغى من الدنيا أى شئ إلا ثواب الآخرة، وارفض أى تكريم من أى مسئول، فالعمل لأجل تربية أبنائى هو واجبى فى الحياة". ليس هناك ما يقلق السيدة " ثريا " سوى خوفها من أن تموت فيشقى ابنها المعاق في هذه الحياة وتؤكد أنها تتمنى لابنائها الخمسة العيش الهنيء وتتمنى أن يمدها الله بعمر مديد حتى يتسنى لها أن تخدمهم دائما لأنها تشعر بأنه لا أحد يهتم بهم إلا هي خصوصا أن أعباء الابن المعاق كثيرة واحتياجاته صعبة التنفيذ إلا لمن يحبه ويخشى عليه.