لم يكن الضحية "عبد الله طارق إبراهيم " في العقد الثاني من العمر طالب والذى لقى مصرعه مساء أمس بعد ما صدمه قطار بمدينة دمنهور أثناء عبوره مزلقان مصنع الزيت، أول ضحايا المزلقانات ولن يكون الأخير طالما استمر الإهمال وعدم الاكتراث بحياة البشر. ويأتى الحادث ليرتفع عدد ضحايا مزلقانات البحيرة خلال الأسبوع الأخير إلى 15شخصا بعدما حصد مزلقان البوصيلى وحده 7 أرواح وأصيب 8 آخرين فى تصادم قطار مع سيارة أجرة أثناء عبورها المزلقان ولم تحرك تلك المأساة مسئولي الهيئه العامة للسكة الحديد أو محافظ البحيرة. واضطر أهالى مدينة دمنهور إلى كتابة تحذيرات على عدد من مزلقانات السكه الحديد التى يصل عددها إلى خمسة دواخل حدود المدينة، إضافه إلى اثنين على مداخلها الجنوبية والشمالية فكتبوا عبارات مثل " قطار الموت " و " احذر.... قطار الآخرة قادم " وغيرها من العبارات، بينما اكتفى محافظ البحيرة بلقاء وزيرالنقل الذى شكل بدوره لجنة فيه لدراسة أوضاع المزلقانات منذ خمسة أشهر، لكن شيئا لم يحدث حتى الآن. ويقول " حسام بخاتى " موظف بشركة الزيوت المستخلصة، إننا بحكم عملنا بالشركة نعبر كل يوم مزلقان " الزيوت " كما يطلق عليه – ونطلق الشهادة فى كل مرة من كثرة الحوادث التى رأيناها، مؤكدا أنه مع كل حادث نعتقد أن المسئولين سوف يتحركوا، لكن لا يحدث ما نتمناه ومش عارفين بكرة مين عليه الدور. ويبدو الأمر فى مزلقان الاستاد أكثر خطورة فقد تقرر إغلاقه منذ عامين لأسباب فنية وعدم وجود غرفة تحكم به وقام المهندس مختار الحملاوى محافظ البحيرة، بتنفيذ غرفه التحكم على نفقة المحافظة إلا أن مسئولى السكة الحديد رفضوا تشغيل المزلقان بدعوى أن المزلقان يمر أسفل كوبرى علوى وبالتالى لا حاجة إليه على الرغم أنه يعمل منذ ما يزيد عن نصف قرن. ويقول " حمادة شعبان " جزار بجوار المزلقان ، إن الرعب يسيطر على سكان المنطقة كل يوم بسبب مخاطر المزلقان الذى يمثل ممرا رئيسيا بين طرفى مدينة دمنهور التى يقسمها شريط السكة الحديد الى نصفين ويشير شعبان أن آخر حادث كان اصطادم القطار القادم من الإسكندرية بدراجة أثناء عبورها، مما يجعل بعضنا يترك أعماله ويتفرغ لتنبيه المارة حينما يعبر قطار.