وسط أجواء البهجة بعيد الفطر ظلت أسرة شهيد ثورة يناير "بهاء زغلول الجروانى" تعانى أحزانًا لا تنتهى ودموعًا يبدو أنها سدى. ففى الوقت الذى تفتقد فيه الأسرة ابنها الذى دفع حياته منذ 2011 بميدان الساعة بوسط دمنهور وهو يهتف "الشعب يريد إسقاط النظام"، تعاني من التجاهل التام من المسئولين. "البديل" حاولت الاقتراب من أسرة الشهيد لنكتشف أن الماساة أكبر من فقدان الابن ومرارة التجاهل الرسمى إلى حسرة تكسو العيون بسبب مرض أم الشهيد المزمن ومزيد من تجاهل المسئولين لأم قدمت ولدها قربانًا لحرية وطن استغاث أمين زغلول الجراوني شقيق بهاء الجراوني شهيد دمنهور والأم التى تعانى أمراض الكلى والكبد والقلب والتى تكالب عليها المرض منذ استشهاد "بهاء" ليتحول المرض إلى وحش كاسر يهدد استقرار الأسرة. ويؤكد "أمين" شقيق الشهيد أن الأسرة تعرضت لتجاهل المحافظين الذين تعاقبوا على البحيرة منذ ثورة يناير حتى الآن، فلم تتحقق وعود اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة أثناء ثورة يناير بتعيين أحد شقيقي الشهيد، كما تجاهل هذا الوعد كل المحافظين المتعاقبين وآخرهم المحافظ الحالي اللواء مصطفى هدهود. ويضيف شقيق الشهيد أن وعودًا كثيرة تلقتها الأسرة لعلاج والدتهم الثكلى على نفقة الدولة؛ باعتبارها والدة شهيد ووفقًا لقرار مجلس الوزراء فى حكومة عصام شرف برعاية الدولة لأسر شهداء يناير، إلا أن الأسرة لم تحصد سوى مزيد من الإهمال والتجاهل. وأشار إلى أن الأسرة حاولت اللجوء إلى المحافظ الحالى الذى اكتفى بالتقاط الصور التذكارية مع شقيق الشهيد ولم يدعم أو يساعد الأسرة فى إنقاذ والدة شهيد يناير. وحول الأوضاع الصحية لوالدة الشهيد يقول "أمين" إنها فى تراجع مستمر، ويشكو من ارتفاع قيمة العلاج الذى يصل فى المرة الواحدة إلى 7 آلاف جنيه، مشيرًا إلى أن الأسرة تعيش معاناة يومية، وأنهم قضوا العيد بين المستشفيات بمساعدة الجيران في حملها للمستشفى لعلاجها، وأضاف شقيق الشهيد أن مرض والدته الشديد وذكرى شقيقه التى لا تفارقها أفسدا عليهم فرحة العيد خاصة مع تجاهل مسئولى الدولة للشهيد ولأسرته. وحول حقوق الشهيد بهاء قال أمين إن الدولة نسيت شهداء يناير تقريبًا، فلم تنفذ وعودها بإطلاق أسمائهم على شوارع وميادين المدن كما أعلنت، إضافة إلى أنها تركت أسرهم للمرض والإهمال، مضيفًا أن الشيء الوحيد الذى حصلت عليه الأسرة كان التعويض الذى صرف لأسر الشهداء، بينما غاب أى تقدير أدبى أو معنوى من جانب المسئولين.