ذكرت صحيفة "توداي زمان" التركية أن الحرب التي يخوضها رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوجان"؛ للاستيلاء على أكبر قدر من السلطة يوضح عدم إدراكه الجيد بما يحدث من حوله، فحكومته تعتقد أنه من غير المفروض أن تكون هناك معارضة على أساليب حكمها للدولة، وأضافت الصحيفة أن تركيا الآن تمر بمرحلة جديدة سيتم فيها اختبار مرونتها في نظام حكم الفرد الواحد. وأضافت أن الهجوم الأخير على زعيم حزب الشعب الجمهوري أظهر مدى ضعف النسيج الاجتماعي في الدولة، فطريقة "أردوجان" بتجريم كل من يقف في طريقة أو يجرؤ على الاختلاف معه، تشير إلى وصول العنف لأقصى حد، بدءا من الكلمات القاسية، وتتجه لفتح دوامة يجب صدها، وهكذا يبدأ عصر العداء الذي لن ينتهي. وأوضحت الصحيفة أن "أردوجان" يعتقد أنه سيخلد في السلطة؛ فهو يعطي الأولوية القصوى لإغلاق المدارس التابعة لحركة "حيزمت" التي فتحتها في أكثر من 150 دولة، وبهذه الطريقة قد أطلق الترك النار على نفسه، فالهجوم على المراكز التعليمية بدلا من مواجهة الشر والإرهاب لا يمكن تفسيره، فمشروع "فتح الله جولن" هو أفضل نشاط نفذته تركيا تحت اسم "العولمة الثقافية"، فإغلاق "أردوجان هذه المدارس كأنه يوجه زناد البندقية نحو نفسه. وتابعت أن "أردوجان" قرر أن استبداده سيرسخ سلطته أكثر، وأكد هذا في خطاباته الأخيرة، وأنه لن يغفر بل سيعاقب ويلحق الأذى بكل من يقف في طريقه، خاصة حركة "جولن" التي صنفها عدوه اللدود. وأشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح أن مصطلح "الدولة الموازية" قصة خرافية ليس لها أي أساس من الصحة، فقد أقنع "أردوجان نفسه" أن هذه المطاردة أسهل عليه بكثير للهرب من المساءلة حول مزاعم الكسب غير المشروع والفساد، والإفلات من العقاب، خاصة أنه يعاقب المدنيين التي كانت جريمتهم الوحيدة الخلاف السياسي معه، وهذا يساعد على عودة عصور القرون الوسطى.