في ال16 من الشهر الجاري قتل 4 سياح من الجنسية الكورية في هجوم إرهابي على منفذ طابا الحدودي في حادث يضاف الى سلسلة أخرى من حوادث على شاكلة استهداف مديريات الأمن أو مجندين بالجيش خلال خروجهم في أجازات، والتي تتحمل السلطات المصرية وخاصة الجيش والشرطة جزءا كبيرا من المسئولية فيها باعتبار أنهم مسئولون عن عمليات التأمين.. إلا أن هذه الحوادث لم تحظ بالاهتمام الكبير من مواقع الكترونية أو صفحات بعينها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الذي شهده حادث وفاة 4 كانوا ضمن مجموعة من الشباب في رحلة تخييم في جبل سانت كاترين وتعرضوا لعاصفة ثلجية بعد أن ضلوا الطريق هناك. فبالتزامن مع بث تقارير إخبارية من قنوات فضائية تبث من خارج مصر لكن ساعات إرسالها مكرسة للشأن المصري اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتنديد بما وصفته ب(تقاعس) الجهات المعنية وخاصة الجيش المصري عن انقاذ الضحايا مروجين لشائعات منها ان عناصر الجيش لا تتحرك إلا إذا كان المفقودون من جنسيات أجنبية. تلك التقارير الإخبارية والمشاركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن بهذه الضراوة في حوادث الإرهاب نظرا لأن العائد من تغطية هذه الحوادث ما هو الا برهنة على أن الدولة تواجه حربا على الإرهاب أما الاهتمام بحادثة يغيب عنها طابع الارهاب فان الإمعان في نشرها مع اضافة المزيد من الشائعات يؤدي الى التشكيك في قدرات الدولة وبث الفرقة بين مؤسساتها ومواطنيها. فقد وضع الكثيرون من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين تطوعوا لنشر هذه الأكاذيب أنفسهم بقصد أو بدون قصد جنودا في جيل رابع من الحروب. تلك الحروب التي تعتمد في الأساس على زعزعة استقرار الدول أو الخصم داخليًا دون الحاجة إلى شن عدوان عسكري عليه، ولا تستهدف تلك النوعية من الحروب تحطيم القدرات العسكرية بالمواجهة المباشرة، وإنما نشر الفتن والقلاقل وزعزعة الاستقرار وإثارة الاقتتال الداخلي دون أن تكون تكلفتها على المعتدي الكثير من الضحايا مثلما حدث للولايات المتحدة فى حربي أفغانستان والعراق على سبيل المثال. وأهم أدوات هذه الحرب هو الشائعات التي لا تجد مرتعا خصبا لها الا في ما يسمى (الإعلام الجديد) المتمثل في صفحات التواصل الاجتماعي اضافة الى بعض مما يسمى منظمات المجتمع المدني التي تتخذ من الديمقراطية وحقوق الانسان شعارا لها والتي تتولى اكمال المهمة. ان الأطراف الخارجية التي جعلت من تدمير الأوطان طريقا لتحقيق مصالحها لن تتوانى عن استنساخ أجيال أخرى من الحروب والتصدي لهم لن يكون الا بترسيخ مؤسسات الدولة وتحقيق التطلعات المشروعة لمواطنيها. وضعاف النفوس من خونة الداخل الذين لا أمل فيهم بعد أن فقدوا معنى الوطن فعلى الدولة أن تتصدى لهم بالحزم والقانون. أما من اتبعهم من السذج فالواجب على الدولة بذل الجهود لاحتضانهم وتوعيتهم حتى لا يكونوا فريسة لكل خائن يغلف خيانته بما هو براق من الشعارات. [email protected]