36 عامًا على وفاة «هاري مارتنسون»، البحار والكاتب والشاعر السويدي، المولود في 6 مايو 1904، والمتوفي في مثل هذا اليوم عام 1978، حصل على جائزة نوبل في الآداب سنة 1974 مع إيفند جونسون. التحق بالعمل بحارا يجوب أنحاء العالم حيث زار الهند و البرازيل. قدم عدد كبير من الأعمال النثرية والشعرية، منها: (سفينة الأشباح) 1929، (رحَّال) 1931، (طبيعة) 1934، (رحلات بلا هدف) 1932، (وداعاً للبحر) 1933، (الفراشة والبعوضة) 1937، (وادي منتصف الليل) 1938، (السهل والصعب) 1939، (زهرة الشوك) 1935، (الطريق إلى الخارج) 1936. يغلب على أعماله صور من طفولته ومعاناته وحياته في البحر، صور خيالية سريعة مترابطة، وجد النقاد في مجموعته (رحَّال) أسلوب متميز من خلال رسم فن لغوي خاص جديد ملئ بالخيال الجامح والصور المستلهمة من ماضيه ومن الطبيعة. عاش هاري مقيما في ملجأ للعواجيز، وعرف في سن مبكرة العمل الشاق، وعانى من المتاعب مع السلطات، وحاول أن يعثر دوما على أمه التي هجرته وهو صغير السن، فسافر كثيرا وعرف العالم المتسع أمامه، والتشرد والضياع، وعند عودته إلى السويد في عام 1929 كان قد تأهل كي يكون كاتبا وتزوج من امرأة تكبره سنا. لكنهما انفصلا بالطلاق في عام 1940. تعلم مارتان كثيرا من الحياة في المزارع وحفظ كثيرا من الأسرار في الحقول، وقد رافق عدة أشخاص في سنه جميعهم من الذين يعيشون بذات الطريقة، لكن الصبي الذي بلغ منتصف الحادية عشرة من العمر تعلق بفتاة تدعى الآنسة تيرا في وقت كانت الشائعات تتناقل نبأ اكتساح وباء التيفوئيد للمنطقة، وكان من نصيب الآنسة تيرا أن يصيبها المرض الذي خطف شبابها ومن ثم خطف معه قلب مارتان الصبي اليافع الذي لم يعرف شيئا من ضروب السعادة، متنقلا من مزرعة إلى أخرى ومن حياة إلى حياة، لكن حبه الأول وتفتحه الأول وزهرته الأولى خطفها الموت وكان بينه وبين السعادة خصومة أزلية. «التصورات»، قصيدة له ترجمها إلى العربية صالح الرزوق: «مع أن الخوف في عيونهم انتبه جنود الخلاص إلى برج الملاحظة الحصين : هناك قيثارات عالم آخر، ومجرات تتمايل وتتسع وخيوط عشوائية من ذهب لها شكل الغاز. وبعيدا في بلورة الأمكنة الطليقة وخلف الزمن حيث الأفكار تتطور مع الخوف تفتح طريقها بلا نهايات من خلال ألفية تحرض أكياس القيثارات الذهبية الشبيهة بالغاز والتي تصعد حتى برج القوس..».