توداي زمان: الجيش التركى الفائز الوحيد وسط الاضطرابات الحالية

قالت صحيفة "توداي زمان" التركية اليوم، إن طبيعة نقاش حزب العدالة والتنمية حول فضيحة الفساد التي ضربت الدائرة الداخلية لرئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان"، أوضحت أن الجيش التركي هو الفائز الوحيد من الاضطرابات الحالية في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن "يالشان أكدوغان" مستشار رئيس الوزراء التركي ونائب في حزب العدالة والتنمية، يدعي أن حركة "جولان" برئاسة الداعية "فتح الله جولان" هي من تبنت المؤامرة، وذلك للثأر للضبط العسكريين الذين أدينوا العام الماضي بالتآمر للإطاحة بالحكومة.
وأشارت إلى أن تصريحات "أردوغان" تعد استفزازية، وهي جزء من حملة الحكومة المستمرة لتشويه حركة "جولن"، التي فكت تحالفها مع "أردوغان"، وبالتالي المقصود من الحملة هو إخماد فضيحة الفساد والرشوة.
وذكرت الصحيفة أن تكتيكات الحكومة لاستخدام الجنرالات كأداة من أجل إحباط التحقيقات الخاصة بقضايا الفساد، تخدم الجيش التركي قبل خدمة السلطة السياسية، رغم أن هناك وثائق مسربة توضح تحالف الحكومة الحالية مع الجيش على حساب المكاسب الديمقراطية التي تحققت خلال فترة حكم العدالة والتنمية.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش التركي دخل على خط الجدل القائم حول الفضائح السياسية والمالية في البلاد عندما طالب بإعادة محاكمة مئات الضباط الذين أدينوا بتهمة التآمر ضد "أردوغان"، وتقدمت قيادة الجيش في 27 ديسمبر بشكوى لدى المدعي العام في أنقرة تندد بالدلائل التي استخدمت لإدانة مئات الضباط في قضيتين بالتآمر وللحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة.
ولفتت إلى أن هذه الشكوى تأتي بعد أن اشتكت مؤسسات قضائية مهمة مثل المجلس الأعلى للقضاة من ضغوط السلطة السياسية لإغلاق ملف الفساد الذي فتح أخيرا وأدى إلى سجن العديد من الأشخاص المقربين من الحكومة.
وبسبب سوء إدارة حزب العدالة والتنمية للتحقيقات الخاصة بالفساد، فنسبة فوزه في الانتخابات المقبلة ستكون ضعيفة، وكذلك في الانتخابات في عام 2015، وبالتالي سيكونه أقل حماسة للضغط من أجل الإصلاحات العسكرية، ولذلك فالحكومة ستكون الأضعف، ويستطيع الجيش ضمان مصالحه وامتيازاته القائمة، بما في ذلك الشركات التي يديرها مركز المساعدة للقوات المسلحة التركية.
وأوضحت الصحيفة أنه حال فوز حزب المعارضة الرئيسي "الشعب الجمهوري" أو حزب الحركة القومية الممثل لليمين المتطرف، في الانتخابات العامة في 2015، فإن مصالح الجيش ستكون محمية، وإذا بقا حزب العدالة والتنمية في السلطة، فإن الجيش سيكون الفائز في الحالتين وقادر على تأمين مكانته المميزة.