وقعت الكاتبة والروائية الكبيرة رضوي عاشور، مذكراتها: "أثقل من رضوي.. مقاطع من سيرة ذاتية" في لقاء مفتوح بمكتبة الشروق مساء أمس- السبت، وذلك وسط حشد كبير من المثقفين وقراء ومحبي الكاتبة، وكان من بين الحضور الشاعر أمين حداد، أستاذه النقد بجامعة عين شمس " ندي حجازي" ، إبراهيم المعلم صاحب دار نشر الشروق ، بالإضافة إلى أسرة الروائية، زوجها الشاعر والمناضل الفلسطيني مريد البرغوثي ، ونجلها الشاعر تميم البرغوثي. قالت عاشور أنها مزجت في هذا الكتاب "أثقل من رضوي"، بين مشاهد من الثورة وتجربتها في مواجهة المرض طوال السنوات الثلاث الأخيرة، التي قضتها خارج الوطن وهي السنوات التي اندلعت فيها ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا، كما أوضحت أنها اختارت هذا العنوان لأن عبء الحكاية دائما ما يكون أثقل من أي شخص وخاصة إذا كانت الحكاية، حكاية وطن بأكمله. "بدا الميدان غريبًا، له رائحة نفّاذه، والمصابيح معلقة هناك، إنها حالة شبحية يعززها مدخل محمد محمود ، آآآه من علم أبناء الفلاحين الصيد ومن حولهم القتلة"، حين أرادت عاشور أن تقرأ بعض المقاطع من مذكراتها، اختارت هذه الفقرة التي تحكي عن أحداث شارع محمد محمود، والذي تحل ذكراه يوم الثلاثاء القادم، وعلقت قائلة "سقط الكثير من الشهداء في هذه الأحداث، وفقد الكثير أيضا عيونهم، فكيف نتصالح مع هذا الدم ومع من قتلوا، أعتقد أننا لابد وأن نحيي ذكري هذا اليوم، وننزل جميعا للمطالبة بالقصاص، وعلينا أن ندرك أيضا أن المعركة ما زالت مستمرة لأن الثورات الكبيرة مكلفة جدًا، فإذا كان المطلوب غالي فسيكون الثمن غالي، أيضا ولن يكون هناك تغيير جذري بكتاب لطيف أو مظاهرة سلمية، فالتغيير يحتاج إلى مزيد من التضحيات". وأضافت عاشور أنها تبحث من خلال الكتابة عن الإرادة المنفية وأن الكتابة فعل أناني وطاريء، يفرض نوعا من العزلة الداخلية على من يمارسه، فعل ينفي الآخرين وفي نفس الوقت يخاطبهم، وكأنه ينفيهم ليكتب حكاياتهم ويقصيهم ليقترب منهم. كما ذكرت أن ثلاثية نجيب محفوظ، هي أكثر الأعمال الأدبية التي تأثرت بها، كما تأثرت أيضا بالجزء الأول من خماسية عبدالرحمن منيف "مدن الملح" وكذلك أعمال إيميل حبيبي، التي تتميز بالمزج بين السخرية ومآسي الشعب. وتابعت: "تأثرت جدا بتشيكوف، وعندما قرأت قصصه القصيرة توقفت، عن الكتابة لمدة 19 سنة، وقولت لنفسي ما الذي أكتبه أنا بعد هذا الإبداع العظيم، وتوقفت أيضا لمدة 9 سنوات بعدما قرأت مئة عام من العزلة لنفس السبب". ثمة تماثل لمحه الشاعر أمين حداد، بين رحلة العلاج الطويلة التي خاضتها رضوي عاشور وبين الثورة المصرية، حيث قال "في الوقت الذي كانت تجري فيه رضوي إحدي العمليات الكبيرة، كانت هناك عمليات كبري تجري في الوطن لتغييره، حيث كان الوطن خاضعًا لعملية جراحية كبري وكذلك رضوي أيضا". وفي معرض رؤيتها ل"أثقل من رضوي"، قالت الدكتورة ندي حجازي، أن رضوي عاشور حكت الحكاية كما يجب أن تكون، حيث اعتمدت على شهود العيان واختارت طريق الحقيقة، رغم صعوبتها، مشيرة إلى أن هذا الكتاب يمكن إدراجه تحت بند أدب المقاومة لأنه نص مقاوم بالدرجة الأولي للمرض والضعف والهزيمة ، وهو أيضا نص تاريخي لأن عاشور قارئة جيدة للتاريخ قبل أن تكون كاتبة له. وتابعت حجازي "اختارت رضوي عاشور أن تسجل لتاريخ الأفراد العاديين وأحلامهم اليومية وبطولاتهم، كما حكت عن المصابين والشهداء وتواصلت معهم وكأنها تسمع نحيبهم وبرغم حضور الوجع والألم في أغلب أجزاء الكتاب إلا أن الأسلوب يتميز بجمال روح رافضة أن تقهر وتقاوم المرض بالحس الساخر، وجاء ختام الكتاب ليشكل بداية جديدة يكتبها الشهداء تعلن فيها الكاتبة انتمائها القومي والإنساني للثوار والحالمين". "لماذا الحضور الطاغي للموت في أعمالك الأدبية؟" سؤال طرحه أحد الحضور علي الروائية الكبيرة ، فقالت " أنتمي إلى جيل فتح عينيه على هزيمة 67 التي استشهد فيها آلاف الشباب وفقدت الكثير من أصدقائي في الحروب المختلفة التي خاضتها مصر منذ 67 وحتي 73، كما أنني تزوجت من مناضل فلسطيني الموت في وطنه الذي هو وطني أيضا وليمة دائمة ربما لهذه الأسباب كان الموت حاضرا بشكل كبير في أعمالي ولكني مازلت أحب الحياة". أخبار مصر- البديل