ذكرت صحيفة " لو موند " الفرنسية أن حركة حماس الفلسطينية أصبحت معزولة أكثر من ذي قبل على الساحة الدولية بعد إقالة الرئيس المصري محمد مرسي. وأوضحت الصحيفة أن حماس تعيش الآن فترة صعبة بسبب العزلة الاقتصادية والسياسية المفروضة على قطاع غزة بعد قيام الجيش المصري بإغلاق معبر رفح وشن عملية عسكرية في سيناء. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن قادة حركة حماس لا يفهمون لماذا تنتقم الحكومة المصرية الجديدة منهم، حيث طالب إسماعيل هنية بتفسير هذا التصرف بالإضافة إلى الأدلة على ما تنشره الصحف المصرية من اتهامات بأن غزة هي من تعمل على نشر الفوضى في سيناء. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن حركة حماس تعي جيدا أن اختياراتها السياسية والاستراتيجية أدخلتها في مأزق شديد، فهي تركت يد دمشق حينما قطعت العلاقات مع نظام الرئيس بشار الأسد، وبذلك فهي فقدت دعم سوريا وإيران وكذلك حزب الله اللبناني، كما انضمت حماس إلى محور تركيا قطر- مصر، غير أن الجيش المصري أقال الرئيس المصري، كما أنه من الواضح أن الأمير القطري الجديد لن يستمر في سياسته المدعمة لهم وخاصة الوعود المالية للأمير السابق بتقديم 400 مليون دولار للقطاع. وتابعت "لو موند" : حماس ولأول مرة منذ فترة طويلة تبدوا محرومة من الدعم السياسي والمالي بل والعسكري من حلفائها السابقين، حيث يعترف المستشار السياسي لإسماعيل هنية أحمد يوسف بأن الحركة فقدت دعم إيران بقطع علاقاتها مع سوريا كما أنها ضعفت بسبب الأحداث في مصر، موضحا أن هذا الموقف تجاه سوريا أضعف علاقات الحركة مع إيران ولكنه لم يقطعها نهائيا. وأشار مدير مركز الفكر والتحليلات السياسية " بال سينك " عمر شعبان إلى أنه إذا قامت الحكومة فى غزة بزيادة تحكمها ومراقبتها للأنفاق التي تربط القطاع بسيناء، فهذه ستكون لفتة جيدة تثبت للجيش المصري بأن غزة ليست ضد مصالح مصر. وتوضح " لو موند " أن الأوساط السياسية في غزة تخشى من تزايد أعمال القمع من قبل حماس على الأرض، مشيرة إلى أن مسئول من حركة فتح وهو فيصل أبو صلاح، بالإضافة إلى جميل مزهر مسئول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنهم استلموا مكتوبا من حماس يحظر جميع التعبيرات السياسية في غزة. وبينت الصحيفة أن مجموعة من الشباب أطلقوا حركة " تمرد في غزة " إلا أن كثير من المحلليين لا يتوقعون أنها من الممكن أن تغير شيئا على الأرض، مشيرة إلى أن آخر مرة حاول الشباب في قطاع غزة التعبير عن صوتهم من خلال حركة 15 مارس، تعرضوا لقمع شديد. ويختتم عمر شعبان أن غزة تعاني عدم توافر منظمات مجتمع مدني بالإضافة إلى أن حركة حماس تفرض نظاما عسكريا على البلاد وتتحكم في مجريات الأمور هناك.