قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ظهر بالأمس أنه غير متحيز لأي من طرفي الصراع في مصر، حيث تطالب الملايين الغاضبة برحيل الرئيس المصري"محمد مرسي". ورأت المجلة أن موقف "أوباما" لا يبدو محبذًا بالنسبة لتلك الحشود المصرية الغاضبة، والذين هم على قناعة راسخة بأن البيت الأبيض يدعم جماعة الإخوان المسلمين، مضيفة أن أغلب المصريين العاديين وبعض أفراد من حكومة"مرسي" غير راضين عن حكمه. كما أصدر الجيش المصري بيانًا يحذر فيه "مرسي" والمعارضة ومنحهم مهلة مدتها 48 للتوصل إلى اتفاق سياسي وإلا سيتدخل الجيش، وبذلك يجد "أوباما" نفسه في مكان مألوف ولكنه مؤلم، حيث التساؤلات ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستستثمر جهودها مرة أخرى لتغير زعيم الشرق الأوسط، وسط ذلك السخط الشعبي. إنها نفس مجموعة الأسئلة التي لازمت "أوباما" حين تندلع الصراعات في العالم العربي، بداية من الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي" وحتى "حسني مبارك". تصريحات "أوباما" بالأمس تجاه "مرسي" هي أقل بكثير من مستوى الثناء الذي حصل عليه الرئيس المصري من البيت الأبيض في نوفمبر الماضي، عندما توسط لوقف القتال بين إسرائيل والحكومة الفلسطينية بقيادة حماس. وبعدما شكر "أوباما" الرئيس المصري على جهوده، مؤكدًا على الشراكة الوثيقة بين الولاياتالمتحدة ومصر، أصدر "مرسي" إعلانا دستوريا أثار فيه غضب الشعب على نطاق واسع، ووضع نفسه فوق المسائلة القانونية. كان لإدارة "أوباما" ثقة كبيرة بأن "مرسي" هو القائد ذو الخلفية الدينية التي يمكن أن ترضي العناصر الإسلامية في مصر، ويمكنه احتواء المعارضة وإنعاش الاقتصاد. ويقول "ديفيد بوبك" من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى:"مسئولي إدارة أوباما كانوا أكثر ميلاً ل"مرسي" وجماعته، ولكن انتابتهم شكوك تجاه عدم وجود بديل للحفاظ على استقرار مصر، وبالتالي لم يكن رهان جيد، فبعد أن احتضنت واشنطن الإخوان، اتضح أنهم انحرفوا عن المسار الديمقراطي، وغير قادرين على الحفاظ على استقرار مصر والمصالح الأساسية للدولة". انتقد مشرعون جمهوريون موقف إدارة "أوباما"، لميلها كثير تجاه "مرسي". أنتقد "أوباما" بشكل واضح خلال الاحتجاجات الضخمة التي اجتاحت أنحاء مصر، حيث رفعت لافتات مكتوب عليها" الرئيس الأمريكي يدعم مرسي الديكتاتور". بحلول أوائل عام 2011، كانت عملية السلام محتضرة، وواجه "مبارك" احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد حكمه الاستبدادي الذي استمر حوالي ثلاثة عقود، وبعد 11 يوميا من الاحتجاجات سأم "أوباما" من حليفه الشرق أوسطي، ودعم الاحتجاجات المصرية التي أطاحت ب"مبارك"، وقادت إلى انتخابات أتت ب"مرسي" العام الماضي. والآن وبعد عام واحد تجد الولاياتالمتحدة نفسها مرة أخرى مرتبطة بزعيم مصري يواجه نفس النوع من المظاهرات في الشوارع، ويواجه "أوباما" نفسه أمام تساؤلات، من بينها "إلى متى سيقدم الدعم إلى رجل يفقد الدعم الشعبي بين جماهيره؟".