أشارت تقارير إخبارية وشهود عيان ومجموعات مثل لجنة حماية الصحفيين، وصحفيون بلا حدود التركية إلى أدلة توحى بتزايد جهود الشرطة العدائية لإعاقة الصحفيين الذين ينقلون أخبار التظاهرات المعادية للحكومة. وفي الأيام والأسابيع الماضية، تعرّض صحفيون محليون وعالميون للضرب والاعتقال، ولمصادرة معدّاتهم وبطاقاتهم الصحفية، ولمحو بعض الصور التي التقطوها، والبعض الآخر منهم كان هدفا للقنابل المسيلة للدموع ولخراطيم المياه وللرصاص المطاطي لأنّهم تجرأوا على توجيه كاميراتهم نحو قوات الشرطة، بحسب قناة العالم. وقالت منسقة برنامج آسيا الوسطى فى لجنة الصحفيين نينا أوغنيانوفا "بدا أن الشرطة رأت أنه من واجبها أن تضيّق على الصحفيين الذين يحاولون تغطية التظاهرات، وتعيقهم، وتهاجمهم"، في هذه المرحلة، مضيفة "إنه بالفعل هجوم بالجملة على أي صحفي يشهد على ما تقوم به الشرطة، إنهم لا يريدون تصويرهم بينما يستخدمون الغاز المسيل للدموع ضد الصحفيين أو الجمهور المحتشد، وهم يغضبون من كل من يوثّق ذلك". وقد شهد جان هاتفلايش الذي كان يقوم بتغطية التظاهرات لصالح الصحيفة النمسوية Tiroler Tageszeitung، الهجوم على الصحفي الإيطالي دانيال ستيفانيني واعتقاله بسبب التقاطه صورة لمتظاهرين اعتُقلوا بطريقة وصفها هاتفلايش بأنّها أعنف ما رأى. وأضاف هاتفلايش "اعتُقل دانيال بعد أن هاجمه خمسة رجال شرطة بطريقة وحشية على بعد متر واحد مني، وذلك لأنّه تجاهل النصيحة بعدم التقاط "أية صور" خلال حصول اعتقال وحشي جدا". ولم تستجب الشرطة الوطنية التركية ولا المقر الرئيس في شرطة اسطنبول للطلبات المقدَّمة إليها بالتعليق على طريقة تعاملها مع أفراد الصحافة، وبدورها لم تقدّم الحكومة التركية أي عون في هذا المجال. ويأمل الصحفيون الأتراك بأن يؤدي هذا التركيز الجديد على حرية الصحافة في النهاية إلى بعض التغيير الحقيقي في رغبة الحكومة بمعالجة طريقة التعامل السيئة هذه، واستعداد الجمهور لتحدّي الرقابة.