علقت صحيفة "دايلي ستار" اللبنانية الصادرة بالإنجليزية على قرار الرئيس "محمد مرسي" بقطع العلاقات مع سوريا وتبنيه فكرة الجهاد، قائلة: تحت حكم الرئيس السابق "حسني مبارك" اتخذت السلطات المصرية خطى متشددة على المصريين العائدين من أفغانستان والشيشان والبلقان، خوفًا من فكرهم المتطرف وخبرتهم القتالية، فقد تم سجنهم وتعذيبهم. ولكن بعد الإطاحة ب"مبارك" ووصول "محمد مرسي" المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم، اكتسب الجهاد درجة من الشرعية في مصر، وأصبحت البلاد مصدرًا للمقاتلين الراغبين في الذهاب إلى الحرب السورية. وقد كشف تقرير لوزارة الداخلية في ألمانيا عن زيادة سفر "المتطرفين الإسلاميين" المشتبه فيهم بارتكابهم أعمالاً على الفترة الأخيرة إلى مصر. دعا مؤخرًا مجموعة من رجال الدين في مصر للجهاد في سوريا للقتال ضد نظام الرئيس "بشار الأسد"، في حضور الرئيس "محمد مرسي" وسط أنصاره، ملوحين بعلم المعارضة السورية، وقد أعلن "مرسي" قطع العلاقات مع سوريا وندد بحزب الله اللبناني. ويحذر "خليل العناني"، الخبير المصري في شئون الجماعات الإسلامية، من هذه الخطوة وقال إن "تأييد مرسي للجهاد في سوريا" خطأ استراتيجي يخلق أفغانستان جديدة في الشرق الأوسط، ويدفع مصر إلى التورط في حرب طائفية بين السنة والشيعة ليست لدينا مصلحة فيها". هناك لهجة جديدة في مصر تأجج مخاطر تدفق الجهاديين من مصر إلى سوريا، حيث بالفعل تحولت الحرب في سوريا إلى طائفية بين المتمردون من جهة، ونظام "الأسد" من جهة أخرى. ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير في وزارة الداخلية، أنه خلال الأشهر القليلة الماضية تمت إزالة أسماء ثلاثة آلاف متشدد على الأقل من قائمة المطلوب القبض عليهم، مشيرًا إلى أن العديد منهم عاد من منفاه إلى مصر منذ تولي "مرسي" السلطة، ويشاركون الآن بحرية في الحياة السياسية التي يهيمن عليها الإسلاميون في البلاد. وأضاف المسئول أن من بين هؤلاء الأفراد أشخاص أدينوا في اغتيال الرئيس" أنور السادات" عام 1981، ومحاولة اغتيال الرئيس السابق "حسني مبارك" في إثيوبيا عام 1995 أو المسلحين الذين شاركوا في حروب خارجية. تحول موقف "مرسي" يرجع إلى تنازله لحلفائه السلفيين غير الراضين عن تحركات حكومته لتحسين العلاقات مع إيران، كما أنه يقوي جمعهم قبل الاحتجاجات المناهضة له في 30 يونيو المقبل.