ألقى البابا تواضروس الثاني خلال زيارته التاريخية للفاتيكان التى بدأت فعاليتها يوم الجمعة الماضي بلقائه البابا فرانسيس أسقف روما، كلمة وجاء نصها: "نيابة عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والمجمع المقدس وجميع أقباط مصر في جميع أنحاء العالم: أود أن أهنئ قداستكم على التعيين الإلهي الخاص بك كما البابا وأسقف روما، وهو واحد من أعلى المناصب في المجتمع المسيحي، بل أيضا من أهمية هائلة في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في المرحلة التاريخية الراهنة عندما أصبح الحوار بين الأديان في غاية الأهمية. وأؤكد أن هذه مناسبة لا تُنسى بالنسبة لي، لذلك أقترح أن 10 من مايو من كل عام ينبغي اعتباره بمثابة احتفال المحبة الأخوية بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وقد شهدت مصر علامات الهبة مثل أي مكان آخر على وجه الأرض. كما يقول النبي: "من مصر، وقد دعوت ابني" و "مبارك شعب مصر"، ولدت عددا من الأنبياء والقديسين، وهي بلد معروف جيدا للتعايش الديني. على مدى فترة من الزمن من أكثر من ثلاث سنوات، زار العائلة المقدسة القرى والمحافظات وتحرك من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب المصري، مما يجعل البلاد كلها المباركة مع علامة الصليب المقدس. وجعل يسوع المسيح أراضيها مقدسة حيث وطئها في السنوات الأولى للمسيحية، وسانت مارك الإنجيلي نشر العقيدة المسيحية من خلال مصر واستشهد في الإسكندرية، مدينة الإسكندر الأكبر، المعروف أيضا باسم "الزوج البحر الأبيض المتوسط". كنيستي القبطية هي واحدة قديمة جدا، ولها تاريخ يمتد على مدى أكثر من تسعة عشر قرنا، أسسها القديس مرقس الإنجيلي المروية حتى الآن بدماء العديد من الشهداء، وبذلك أصبحت أقوى وأقوى. وقد نشأت الرهبنة المسيحية في مصر من قبل القديس أنطونيوس الكبير، ما يسمى الأب لجميع الرهبان، الذي أسس ممارسة الحياة الرهبانية الحياة المشتركة ، الذي ولد في صعيد مصر في منتصف القرن الثالث، وامتدت من مصر إلى بقية العالم، وكانت للرهبنة دور أساسي في تشكيل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وأود أن أؤكد على أن العلاقات بين إيطاليا ومصر هي الصلبة تماما والراسخة، والتي تمتد على مدى أكثر من ألفي عام، فهما حاضرتا البحر الأبيض المتوسط الرائعة ، واتحاد التراث الإنساني يجعلهما من أعرق حضارتين فى العالم. وأكد أن إيطاليا لديها مكان عظيم في قلوبنا. وهو مذكور أيضا في الكتاب المقدس، في رسائل بولس الطرسوسي، وأن الرسول أنشأ جنبا إلى جنب مع سانت بيتر مقر الكنيسة المسيحية في روما، ، فى الوقت الذى أنشأ فيه الرسول القديس مرقس مقر الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المسيحية في بلدة الإسكندرية. فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، عملوا دائما معا منذ المجامع المسكونية في وقت مبكر. وأوضح أن أكبر شاهد على العلاقات القوية بين الكنيستين اثنان من الإبراشيات في إيطاليا: المطران برنابا في تورينو والمطران Kiroulosفي ميلان اللذان يمثلان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ورعاية جميع شئون الأقباط. الجميع هنا يهنئ بكل الحب وبمشاعر من الود ويرسلها من الكنيسة الكاثوليكية إلى الكنيسة المصرية التي تأسست في بلدكم الجميل. فالكنيستان الكاثوليكية والقبطية، في الشرق الأوسط وفي العالم الغربي،معا ليسود السلام. ولذلك وللمرة الأولى على الإطلاق، أصر على المشاركة شخصيا في حفل تتويج بطريرك الكنيسة الكاثوليكية في مصر، البطريرك إبراهيم إسحاق، في فبراير الماضي، ونحن أيضا نشكل مجلس الكنائس في مصر بمشاركة جميع الكنائس المصرية، كتعبير عن التضامن والمحبة بين الأشقاء. أنا فخور ببلدي الحبيب، مصر، "الوطن الذي يعيش في داخلنا" كما قال قداسة البابا شنودة الثالث ، وأنا يشرفني ومسرور جدا لوجودي هنا في الفاتيكان، على الرغم من كونها أصغر دولة في العالم، فهي الدولة الأكثر بما لها من تأثير كبير وخدمة للمقدسات. وأقول إن الفاتيكان تحوي الكنوز الفنية المذهلة التي تشهد على التميز، ومن المهم أن نؤكد على الدور الأساسي لها فى مجال الأخلاق وجهودها المستمرة في بناء السلام على الأرض. وسأنهي كلامي متمنيا أن العلاقات الممتازة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية قد تصبح أقوى وأكثر ازدهارا. آمل أن أتمكن قريبا من زيارة قداستكم في بلدي الحبيب مصر مرة أخرى، والكنيسة القبطية برمتها، والطوائف الدينية والشعب المصري التعبير عن فرحتهم القصوى وفرحة قداستكم. وأخيرا أود أن أشكر قداستكم على كرم الضيافة ويجوز للسلام الرب يكون معكم جميعا.