انطلق مؤتمر "حكاية وطن" أمس، بإحدى الفنادق التابعة للقوات المسلحة، ويستمر على مدار 3 أيام، بحضور معظم الشخصيات الرسمية والسياسية المحسوبة على النظام، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب الموالين. واستعرض السيسي خلال المؤتمر ما أنجزه منذ توليه الحكم يوم 7 يونيو 2014 وحتى اليوم، قائلا إنه استطاع تنفيذ 11 ألف مشروع وصلت تكلفتها 2 تريليون جنيه، منها تنفيذ 100 ألف صوبة، وتربية مليون رأس ماشية، وإنشاء مزارع سمكية على مساحة 40 ألف فدان. وكعادة المؤتمرات التي تنظمها مؤسسة الرئاسة، حضرت الشخصيات المؤيدة للنظام، وخلا المؤتمر من أي وجود لتيار المعارضة، والاستبعاد لم يتوقف على الصف الأول للشخصيات السياسية، بل وصل أيضا إلى فئة الشباب، ليقتصر على المؤيدين فقط. وقال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، إن النظام الحالي يعتمد على عدد معين من الشخصيات والأحزاب في حضور جميع المؤتمرات والمناسبات السياسية والمعروف موقفها مسبقا، واصفا المؤتمر ب"شو إعلامي" لمشروعات لم يعرف أحد عنها شيئا، ولم يشعر المواطن بأي منها، بل على العكس، كان التأثير الحقيقي في كارثة التعويم، ومحاولات الإفقار التي تنفذها الحكومة بتعليمات من صندوق النقد الدولي، كذلك ضياع الأرض بتنازل النظام الحالي عن جزيرتي تيران وصنافير، وتهديدات سد النهضة الإثيوبي. أعلن السيسي في خطابه أمس، أنه استطاع تنفيذ 11 ألف مشروع خلال 4 سنوات بتكلفة 2 تريليون، وفي حالة قسمة العدد على الفترة التي قضها في الحكم، سيكون هناك حوالي 7 مشروعات يوميا! وطالب الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، بضرورة تقديم تقرير مفصل بأسماء المشروعات وتكلفتها، والفائدة منها، مستغربا من العدد الكبير الذي أعلنه السيسي، قائلا: كيف تم ذلك دون أن يشعر المواطن، ولم يحدث له أي تأثير إيجابي، بل على العكس. وأضاف زهران ل"البديل"، أن العبرة ليست بالكم، بل بالكيف؛ فمن الممكن إنشاء آلاف المشروعات غير ذات جدوى أو تأثير على الاقتصاد، مشيرا إلى محاولات استغلال بعض المسميات كالأمن القومي لإخفاء المعلومات الحقيقية، مطالبا بوجود شفافية وإعلان كل المعلومات والتكلفة الحقيقة المتعلقة بهذه المشروعات حسبما ينص الدستور.