لا تُبنى طوبة في حي قديم أو مدينة جديدة إلا ويقابلها مصاريف إدارية شرعية وغير شرعية، الهدف من الشرعي تقديم الخدمات على أعلى مستوى فى خدمة تنمية المشروع؛ لكن… (1) القمامة ومخلفات البناء"الرتش" أقصى آمال المواطن أن يكون جنديا في معركته الكبرى للتنمية، وبهذا المعنى فهو مواطن مقاتل لا يملك سلاح المعدات والإمكانيات للمساهمة فى بيئة نظيفة، فتجد محاولات هنا وهناك من هذا المقاتل للتغلب على عجز الإدارات المحلية المختلفة وأجهزة المدن الجديدة "بمقشة وجاروف" يوم إجازته الأسبوعية يخوض معركته منفردًا نشيطًا، لكنه يصطدم بالواقع الأليم، فأسلحته لا تستطيع أن تحقق حلمه مهما بذل من مجهود بطولي في مساحة متر مليئة بالصخر والرتش والقمامة، في حين جيوب الدولة بمعداتها وأفرادها الكسالى تتصرف على نحو يضاعف من احتمال وقوع الكوارث، ولا تتحرك إلا ما في حالات الطوارئ القصوى، على حد تعبير المسئولين، ونتيجة خطة عملاقة وسياسة "الدور في النظافة!"، والتي أدركتها مؤخرًا "صاحب المسؤول وأتحايل عليه". (2) التربة طفلية لا تصلح للبناءمن المعروف أن التربة الطفلية هي عدو شرس ضد بناء المبان السكنية وتحتاج إلى معايير ومواصفات معينة لمواجهة هذا العدو؛ ولكن من يبالي بتكاليف إضافية؟! أغلب أجهزة المدن الجديدة طفلية التربة، تحدث بعض موظفيها ومهندسيها عن سر التربة العنيدة، سواء كان بوازع الضمير أو لأي غرض آخر لم أدخل في النوايا، ويحضرني تساؤل مشروع، هل الشوشرة على المقاولين "التقال" ومشاريع الدولة الإسكانية ستحقق عائد على مُطلق الشائعة؟ وسط صمت تام غير مفهوم من مؤسسات الدولة المعنية، سواء بنفى الإشاعة وتطمين الناس أو التأكيد أن كل شىء "تمام يا فندم". (3) اللامعمور الصحراوي لازرع فيه ولا بشرأخذت الدولة على عاتقها تجهيز مجتمعات عمرانية جديدة بِناءً على خطة وهدف التخفيف على العاصمة، ونقل كثافات سكانية معينة إلى المدن الجديدة آملين تحقيق أهداف حتى الآن لم تخرج عن كونها أحلام على الورق، وأستطيع القول إن "شوية الملح بوظوا الطبخة" وفشلت الدولة بأجهزتها ومعداتها وإمكانياتها أن تشجع المواطن على الانتقال، فليس من المعقول تشييد ما يقارب عشرة آلاف وحدة ليسكن فيها خمسمائة أُسرة! نتيجة نُدرة الخدمات والزراعة الصحية المناسبة لطبيعة التربة. وليس من المعقول أن تعيش الأُسر فى الصحراء أمامهم وخلفهم رمال وأتربة ورتش وقمامة يحتفل قاطنوها بغرس شجرة على الشوارع الرئيسية البعيدة المعتنى بها نظرًا لتوقع مرور الوزير منها أثناء زيارته أو حين يشتكى الناس، يتم التصوير والإرسال تحت عنوان"كله تمام يا فندم"والناس كدابة ومش عايزين مشاكل يا عصفور، بيئة غير صحية يغامر الناس فيها حتى تتدهور صحتهم فتكون أقرب مستشفى صالحة للآدميين على بعد عشرات الكيلو مترات. أصبح المواطن المستفيد أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن ينتقل بعيدًا عن زحام وعشوائية العاصمة إلى عشوائية وليدة لن ينصلح حالها بفضل سيطرة موظفين التنمية البارعين فى إفساد البيئة والمواطن حتى يلجأ إلى الخيار الأخير البيع بأبخس الأثمان والهجرة مرة أخرى إلى العاصمة وزحام العاصمة. كاتم صوت: الهادم الحقيقي للتنمية؛ المُكَلف بالتنمية.كلام فى سرك: فلوس تأجير الأعمدة؛ تكفي لتنمية عشرات المدن الذكية المتكاملة. هدف: تصحيح أخطاء ومسار المشاريع الجديدة. تسلل:المناهده وتصدير المشكلات وفتح صفحات جديدة لكتاب مهترئ. عبرة: المكافآت السنوية للمجتهد. شهرة: انتظر طويلًا في الشارع حتى يلتقط صورة الشهرة. حكمة اليوم: على عتبة الأصدقاء حتمًا سيلتقي المتخاصمون. تأكيد: المدن الجديدة تنهض وتحقق أهدافها في التنمية. ملاحظة: اتصالات مكثفة. القادم: سلسلة ملفات.