يحتفل العالم بيوم الطفل، الذي أقرته منظمة «اليونيسف» 20 نوفمبر من كل عام، ليوافق الذكرى السنوية لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل، التي وقع عليها أكثر من 130 دولة عام 1989، في الوقت الذي يواجه فيه حوالي 3 ملايين طفل فلسطيني مصيرا ضبابيا تحت سماء ملبدة بدخان البارود والقذف ودبابات الاحتلال الصهيوني. وأوضح بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أن نسبة الأطفال في فلسطين تشكل 45.6% من السكان، بواقع 43.0% في الضفة الغربية و49.3% في قطاع غزة، وبلغ عدد الذكور في الضفة الغربية 660 ألفا و87، وعدد الإناث 633 ألفا و334، أما في قطاع غزة، بلغ عدد الذكور 489 ألفا و323، في حين بلغ عدد الإناث 468 ألفا 65. ومنذ اندلاع هبة القدس في شهر أكتوبر عام 2015، اعتقلت سلطات الاحتلال 15 ألف فلسطيني من بينهم حوالي 4 آلاف طفل، مازال منهم نحو 300 رهن الاعتقال محرومين من طفولتهم البريئة بما فيه مواصلة دراستهم، علاوة على تعرضهم للانتهاكات أثناء الاعتقال، حسبما أكد بيان "هيئة شؤون الأسرى والمحررين". واستنادا إلى سجلات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، فقد ارتقى 35 طفلا شهيدا خلال عام 2016، وتم توثيق استشهاد 14 منذ بداية العام الحالي 2017 وحتى نهاية شهر أغسطس من خلال فتح النار عليهم بشكل عشوائي، منهم 3 أطفال في الفئة العمرية (13-15 سنة)، و11 في العمر من (16-17 سنة)، وتم هدم 418 مسكنا و646 منشأة في 2016، حيث تسببت في تشريد ألف و852 فردا، منهم 848 طفلا جراء هدم مساكنهم، وتضرر 8 آلاف، منهم 4 آلاف و300 طفل جراء هدم المنشآت، وتركزت عمليات هدم المساكن في محافظة القدس التي كانت حصتها حوالي 39% من المساكن المهدومة عام 2016، تليها محافظة نابلس بواقع 19%، ثم محافظة الخليل بواقع 17% منها. وقال سفير فلسطين الأسبق لدى مصر، بركات الفرا: "لا مكان للاحتفال باليوم العالمي للطفل، فأبناء فلسطين محرومون ويعانون من معيشة غير إنسانية، لا يتمكنون فيها من ممارسة أبسط حقوقهم في العيش الهادئ المستقر، ويحظون بالأمان يذهبون لمدرستهم ومكتبتهم ويلهون مثل باقي أطفال العالم، ولا يواجهون القذف والقتل والاعتقال". وأضاف الفرا ل"البديل"، أن الاحتلال لا يكتفي بما يفعله بالكبار، بل يمارس وحشيته وقسوته ضد الأطفال العزل من القتل والاعتقال بحجة أنهم ألقوا حجارة، ليدخل الأطفال المعتقلات في ظروف بالغة الخطورة، ضد كل المواثيق والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الدول وتنص على احترام حقوق الطفل، لكن الكيان الصهيوني يضرب بها عرض الحائط، مستندا إلى دعم وغطاء الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتابع: "الطفل الفلسطيني يعاني الوصول لمدرسته كأي طفل في العالم؛ حيث يسير آلاف الكيلو مترات نظرا لجدار الفصل العنصري الذي بناه الكيان الصهيوني بالضفة الغربية، ما يضطر الأطفال للسير فى برودة الشتاء والأمطار والحواجز الأمنية الإسرائيلية للوصول إلى مدارسهم". وأوضح سفير فلسطين الأسبق لدى مصر، أن الطفل محروم من حياة آمنة؛ فإذا نجى من الاعتقال، يكون جريحا أو معاقا من رصاصة غادرة أو قذف عدواني، ليتحول من طفل مليء بالبهجة والحركة إلى عاجز على كرسي متحرك، متابعا: "الاحتلال يريد أن يكسر إرادة الفلسطينيين، ويبدأ بالأطفال حتى يثبط عزيمتهم وحلمهم في الحرية والتحرر، ومن ثم يقنص الأطفال بوحشية مخالفا كل الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية والدولية". وأردف الفرا أن الدعم والمساعدات المقدمة لأطفال فلسطين ضعيفة ولا تتلائم مع حجم التحديات التي يواجهونها، في ظل فقدان عائلهم بعد استشهاد الأب أو الأم أو اعتقال كليهما أو إصابتهما بالعجز نتيجة قذائف الاحتلال، مشيرا إلى وجود مساعدات محدودة من بعض الدول العربية والأوروبية، بجانب المؤسسات الدولية المهتمة بالطفولة مثل «اليونسيف»، لكنها لا تؤدي الدور المطلوب تجاه أبناء فلسطين ومأساتهم نظرا لتسييس عملها وعدم حياديتها تجاه القضية الفلسطينية. وأكد أن هموم ومعاناة الطفل الفلسطيني لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال الصهيوني، الذي يعتبر نفسه فوق القانون ولا يحترم أي مواثيق أو معاهدات حقوقية للأطفال، ويكفى نظرة سريعة على حال أطفال غزة الذين يعانون انقطاع الكهرباء والمياه وغياب الخدمات الصحية ونقص المدارس وتلوث مياه الشرب، متسائلا: أين ضمير العالم من أطفال أبرياء يدفعون ثمن وحشية الاحتلال ويروجون أنهم يدافعون ويحترمون حقوق الأطفال ويخصصون لهم يوما للاحتفال؟