نشر موقع "مودرن دبلوماسي" تقريرا، أمس، تحدث فيه عن التغيرات التي تشهدها المملكة العربية السعودية خلال الفترة الراهنة، مؤكدا أن الأسبوع المقبل سيشهد إعلان محمد بن سلمان، ولي العهد، ملكا للسعودية، ما لم يحدث أي تطور أو مستجد بارز يمنع حدوث ذلك، مشددا على أن الملك سلمان، سوف يتخلى عن السلطة طواعية لصالح ابنه المفضل. وجاء نص المقال كما يلي: يخطط الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، للتخلي عن السلطة، الأسبوع المقبل، لصالح ابنه ولي العهد محمد بن سلمان، الذي أصبح يتمتع بمكانة خاصة في الساحة الدولية، لا سيما بعد تحركاته الأخيرة التي استهدفت تقليص نفوذ العديد من الأمراء والشخصيات البارزة في الأسرة المالكة. حال عدم حدوث أي تطور كبير، سيعلن الملك سلمان، تعيين ابنه محمد، ملكا للمملكة العربية السعودية، ولن يذهب الملك سلمان إلى غياهب النسيان بعد هذا التطور، بل سيلعب دورا أشبه بدور ملكة إنجلترا، وسيحتفظ لنفسه بلقب "خادم الحرمين الشريفين". العديد من التكهنات ظهرت مؤخرا حول تنازل الملك سلمان عن الحكم لصالح ابنه، ففي أواخر شهر يونيو الماضي أزاح الملك ابن أخيه ولي العهد السابق محمد بن نايف، الوريث الشرعي للعرش عن صدارة المشهد، مما مهد الطريق لابنه المفضل، الأمر الذي وصفه المحللون بأنه "زلزال سياسي" في المملكة. ويعتبر هذا التطور بمثابة المرحلة الأخيرة من حملة محمد بن سلمان، للاستيلاء على السلطة التي اشتدت في وقت سابق من هذا الشهر بعد اعتقال أكثر من 40 شخصا من الأمراء وقيادات بارزة تحت ما يسمى بمكافحة الكسب غير المشروع، وقيل إن عدد المعتقلين في عملية التطهير الأخيرة بلغ أكثر من 500 شخص، وتم استجواب ضعف هذا العدد. ويرى العديد من المراقبين أن الحملة التي أطلقها ولي العهد بهدف توطيد سلطته حملة دعائية، لا سيما وأنه منذ تأسيس السعودية كمملكة ملكية مطلقة في عام 1932، كان النظام يُعرف على نحو فعال بأنه ديكتاتوري وراثي. بعد الصعود إلى العرش سيوجه محمد بن سلمان، تركيزه إلى إيران وحركة المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله، وذلك عن طريق طلب المساعدة من إسرائيل، العدو الرئيسي للعرب والمعتدي على فلسطين، خاصة وأن بعض التقارير الصحفية تحدثت مؤخرا عن أن ولي العهد السعودي وعد بالفعل بتقديم مساعدات مالية مباشرة إلى إسرائيل تقدر بمليارات الدولارات حال موافقتها على مهاجمة لبنان. وبالإضافة إلى أن العائلة المالكة تدير البلاد بطابع المافيا تحت غطاء وستار ديني، فإن المملكة تكافح حاليا لمواجهة انخفاض أسعار النفط، كما يواجه نظام آل سعود انتقادات واسعة بسبب حملته العسكرية الفتاكة ضد اليمن، والتي بدأت في 26 مارس 2015 الماضي، ويرى كثيرون أيضا أن سياسات الرياض هي السبب الرئيسي في الأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة، خاصة في سوريا والعراق. وبطبيعة الحال، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية، خاصة مع قيادة ترامب، لن تواجه مشكلة في العمل مع رجل قوي آخر يكون ديكتاتورا أو وكيلا أمريكيا، فكل ما يريده الأمريكيون هو أن يخدم الملك والحلفاء جميعا مصالح الولاياتالمتحدة. ويرى المراقبون السياسيون أن إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الاستقالة الغامضة من الأراضي السعودية بتدخل من محمد بن سلمان تُعد تمهيدا لمواجهة حزب الله، وتؤكد لبنان أن النظام السعودي أرغم الحريري، الذي قاد حكومة ائتلافية شارك فيها حزب الله، على الاستقالة، ووصف الرئيس ميشال عون، احتجاز الحريري في الرياض بأنه عمل عدواني ضد بلاده، ويحاول كبار المسؤولين اللبنانيين وغيرهم من قادة العالم معرفة ما يجري خلف الكواليس في قضية الحريري، حيث يضغط العديد منهم على النظام السعودي لتأمين العودة الآمنة للحريري إلى وطنه. المقال من المصدر