تسيطر حالة من الخوف على سكان حي سعيد باشا المتفرع من الشارع الجديد بمدينة المنيا، بعد أن ضربت التشققات جدران عدد من المنازل، وأصابت بعضها بتصدعات خطيرة، بسبب قيام بعض الأشخاص بالتنقيب خلسة عن الآثار داخل منزل بالحي، ووصلت عمليات الحفر لمسافة تقترب من 20 مترًا رأسيًّا و15 مترًا عرضيًّا أسفل المنازل، وعمل سراديب تحتها، ما أصابها جميعًا بشروخ. أهالي المنطقة والمنازل المتضررة قدر عددهم بنحو 25 أسرة موزعة داخل 8 منازل، وتبين من المعاينة الأولية لمهندسي حي شرق المنيا أن بعض المنازل يجب إخلاؤها فورًا، وصدر لها قرار إزالة، وبالفعل فر قاطنو تلك المنازل تاركين كافة ملابسهم وأثاثهم، نظرًا لسوء الحالة التي وصلت لها العقارات وحدوث ميل ببعض الأعمدة الخرسانية. وقال وليد محمود، أحد المتضررين، إنهم فوجئوا في مساء يوم الأربعاء الماضي باهتزازات شديدة بمنازلهم، وعلى الفور هرعوا إلى الشارع لمعرفة الأسباب، وتبين أن المشكلة حدثت ببعض المنازل وليس جميعها، إلى أن اكتشفوا أن أحد أصحاب المنازل المجاورة ويدعى "أحمد س." وآخرين يقومون بالحفر خلسة داخل منزلهم، بحثًا عن الآثار، وعلى الفور ذهب لتحرير محضرين بقسم الشرطة حملا رقمي 12127، و12119 إداري قسم المنيا، ضد المتهمين، وطالب بسرعة التحرك وإنقاذهم. وأضاف: جاءت قوة أمنية من مباحث قسم المنيا، وتم فتح باب المنزل بعد محاولة تهرب أصحابه، وعثر بوسط الشقة أسفل إحدى المناضد على حفرة عميقة بلغ عمقها من 20 إلى 25 مترًا، وبها سراديب أفقية بحوالي 15 مترًا على أٌقل تقدير أسفل منازلنا، ما أدى لتشققات كبيرة بالمنازل، وجعلنا نترك كافة البيوت التي نعيش فيها منذ سنوات طويلة، ولا يوجد لنا بديل، إذ ذهب البعض لأقاربه والبعض الآخر ظل بالشارع، غير أننا تركنا كافة متعلقاتنا من ملابس ومنقولات وعفش، بعد أن أصابت التشققات السلالم بشكل كبير. وناشد محمود محافظ المنيا ومسؤولي التضامن الاجتماعي سرعة توفير وحدات سكنية بديلة للمتضررين، خاصة أن غالبيتهم من محدودي الدخل. وقال سعيد مصطفى، أحد الذين تركوا منازلهم هو أسرته المكونه من 6 أشخاص، إنه جالس في الشارع هو وأسرته منذ يوم الحادث حتى الآن، لعدم وجود سكن بديل له، وإن الكارثة التي حلت بالحي أصابت ما لا يقل عن 25 أسرة داخل 8 منازل، غالبية قاطنيها من البسطاء وأصحاب المعاشات ومحدودي الدخل، ولا يجدون أي بدائل لهم، مناشدًا تغليظ العقوبات على مرتكبي عمليات البحث عن الآثار، خاصة المتسببين في كوارث كبيرة للمواطنين مثل تلك الواقعة. واستنكر مصطفى عدم تمكن الأهالي حتى الآن من الحصول على متعلقاتهم بالمنازل، مطالبًا بتدخل قوات الدفاع والمحليات لإنقاذ ولو البعض منها، مع استعجال التقارير الفنية للهيئة الهندسية بالمجلس المحلي، بدلًا من حالة الفزع التي يعيشها كل سكان المنطقة على حد سواء. من جانب آخر كشف مصدر بمجلس مدينة المنيا أن المعاينة الأولية للمنازل المتضررة ستسفر عن صدور قرار إزالة لأربعة منازل على الأقل من بينها منزل المتهم، وكذا سرعة ترميم 3 منازل أخرى، وفي انتظار تصديق المحافظ على تلك التقارير اليوم السبت.