حالة من الدهشة والغضب انتابت أهالي مدينة رشيد بمحافظة البحيرة بسبب هدم أكثر من 25 "برجولة" تمت إقامتها على امتداد كورنيش المدينة بتكلفة تجاوزت مئات الآلاف من الجنيهات وتم هدمها بعد أسبوعين فقط من إنشائها بتعليمات مباشرة من وزير التنمية المحلية خلال زيارته للمدينة في إطار احتفالات المحافظة بعيدها القومي، وطالب الأهالي بمحاسبة المسؤولين عن إهدار المال العام. وكان مجلس مدينة رشيد قد أنشأ برجولات على الكورنيش بلغت تكلفتها الإجمالية حوالي نصف مليون جنيه، وبعد أسبوعين فقط تم هدمها، وتسببت إزالتها في تحطيم رصيف الكورنيش الذي تم إنفاق الملايين على تجديده. وكانتالبرجولات قد أثارت استياء وسخرية سكان المدينة منذ إنشائها لافتقادها الحس الجمالي، وأطلقوا عليها "مقام سيدي العريان" نظرا لأنها تشبه إلى حد كبير مقامات المقابر واتهموا المسؤولين عن إنشائها بغياب التنسيق الحضاري في مدينة تسعى لأن تكون متحفا مفتوحا. وقال وليد الكفرواي، القيادي بحزب مستقبل وطن برشيد، إن مسؤولية إهدار المال العام تتحملها محافظ البحيرة، ومجلس مدينة رشيد، وإدارة التعليم الفني بالبحيرة، ومدير مدرسة الصنايع برشيد، الذي قام بالتنفيذ وقام بصناعة هذا المنظر القبيح وأدى إلى إهدار المال العام في تلك الأشكال التي شوهت مظهر كورنيش النيل. وأضاف أن المسؤولين لم يهتموا باعتراضات أهالي رشيد على سوء تصميم البرجولات، ولكن عندما أعرب وزير التنمية المحلية عن استيائه أزالوها، وتسبب ذلك في تدمير بلاط الرصيف الذي صرف عليه ملايين الجنيهات في إطار أعمال تطوير رشيد. وقال الهيثم تيسير، أمين عام نقابة المحامين بالبحيرة، وأحد أبناء رشيد، إن تطوير رشيد يتم بشكل عشوائي حيث يقوم مسؤولو الوحدة المحلية مع بعض المقربين بتنفيذ تصورات تسيء إلى تاريخ المدينة وإلى أهلها ويتم تجاهل كافة الخبرات والكفاءات في مختلف المجالات، مشيرا إلى أنه من غير اللائق أن تسند أعمال تصميمات هندسية لمنشآت على شاطئ رشيد لمدرسة ثانوية صناعية ولا يتم الاستعانة بمهندسين متخصصين في تطوير الميادين أو التنسيق الحضاري، وطالب تيسير، بمحاسبة المسؤولين عن إهدار مئات الآلاف في وقت تعاني الدولة من أزمة مالية ولا تتحمل أي إسراف أو سوء إدارة. من جانبه أكد جميل زايد، رئيس مدينة رشيد، أن ضيق الوقت كان وراء الاستعجال في إنشاء البرجولات بسبب الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة الذي يأتي في سبتمبر من كل عام، وتم إسناد الأعمال لمدرسة رشيد الثانوية الصناعية وهي مليئة بالكفاءات الفنية التي تقدم العون دائما في أعمال التصميمات والإنشاءات، وقال: نسعى لأن نعيد إنشاء البرجولات بشكل أفضل في أسرع وقت.