شهدت الساحة الفنية في الفترة الأخيرة، انطلاق عدد كبير من المهرجانات المهتمة بالسينما والمسرح والتي تسلط الضوء على قضايا حيوية، لكن كان سوء التنظيم سمة غالبيتها، الأمر الذي تسبب في تشويه سمعة مصر دوليًا. وانطلقت مطلع الأسبوع الجاري، الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، التي تقام خلال الفترة من 7 وحتى 12 أكتوبر، تحت شعار «السينما والهجرة غير الشرعية»، ويستضيف إسبانيا ضيفة شرف المهرجا، إلا أن إدارة المهرجان أحدثت أزمة مع الصحفيين والإعلاميين الذين يعملون على تغطية حفل الافتتاح. الأزمة بدأت بتأخر استلام الصحفيين والإعلاميين دعوات الحضور، فأثناء تواجدهم داخل إحدى فنادق الإسكندرية التي تستضيف فعاليات المهرجان، طالبت إدارة الفندق بالانتظار في الخارج حتى يأتي موعد استلام الدعوات الذي تأجل حتى صباح يوم الافتتاح، على عكس ما قال رئيس المهرجان، الأمير أباظة، يوم الأربعاء الماضي، في المؤتمر الصحفي الذي سبق المهرجان. وبعد تجاوز أزمة دعوات الحضور، منعت إدارة المهرجان كاميرات بعض القنوات من الدخول وتغطية الحفل واقتصر وجودهم على الباب، ولم يتم إتاحة أي مادة مصورة من حفل افتتاح المهرجان تعويضًا لتلك القنوات. وقبل أيام، اشتعلت أزمة أيضا، بين الصحفيين والقائمين على مهرجان الجونة السينمائي، بعد منعهم من حضور حفل الافتتاح بدعوى عدم وجود أماكن شاغرة داخل قاعة الحفل، وأنهم سيتابعون الحفل من خلال شاشة عرض داخل الفندق الذي يقيمون فيه، وعلى إثرها انسحب عدد كبير من الصحفيين وأعلن مقاطعته للمهرجان. كما شهد مهرجان الجونة أيضا، تلفظ الفنان أحمد الفيشاوي بكلمات خارجة على الهواء مباشرة أثناء حفل الافتتاح، بسبب استيائه من اهتزاز شاشة العرض، ما أثار الرأي العام ضده، وأساء لسمعة مصر خارجيا، خاصة أن المهرجان يحضره عدد كبير من الوفود الأجنبية، بالإضافة إلى تأجيل الندوات والعروض غير المبرر، وغيرها من المشاكل التنظيمية. وأزمات المهرجانات تتوالي، حيث فشلت الدورة الأولى من مهرجان شرم الشيخ الإفريقي الآسيوي للسينما والفنون والسياحة، التي انطلقت في الرابع عشر من سبتمبر الماضي، وكانت تحمل شعار «الفن في مواجهة الإرهاب»، بحضور ضيفة الشرف دولة إندونيسيا، وتسببت أخطاء تنظيمية في انسحاب أعضاء لجنة التحكيم والوفود المشاركة في اليوم الثالث من المهرجان، التي بدأت أزماته منذ اليوم الأول. ولاحقت الأزمات المهرجان منذ انطلاق حفل الافتتاح الذي تأخر ساعة كاملة دون الاعتذار للوفود الأجنبية المشاركة، ثم وقوع مشاكل في الصوت أدت إلى إلغاء عدد من فعاليات الحفل، وصولا إلى مطالبة الفندق لأعضاء الوفود المشاركة ولجنة التحكيم والإعلاميين والصحفيين بمبالغ مالية نظير إقامتهم، لعدم سداد المستحقات المالية للفندق من قبل إدارة المهرجان.