يعد بئر حلفا بالواحات البحرية من أهم العيون، التي يمكن استغلالها في علاج الكثير من الأمراض، خاصة الجلدية والروماتيزمية والجلطات الخفيفة والوهن الجنسي، بفضل مياهه الكبريتية، التي تبلغ درجة حرارتها حوالي 46 درجة مئوية، إلا أنه يواجه تجاهلا وعدم استغلاله اقتصاديا أو سياحيا. وطالب الدكتور وليد البحيري، المتخصص والباحث الأثري، بضرورة الاهتمام بالبئر ومنطقة الواحات البحرية بشكل عام، ليكون منتجعا استشفائيا عالميا، موضحا أن المنطقة لا تقتصر مقوماتها على السياحة العلاجية فقط، فالمنطقة صحراوية مكسوة بالحجر الجيري المكسو بالثلوج، مضيفا أن بئر "البشمو" مصدر لنوعين من المياه؛ أحدهما بارد والآخر ساخن، يسيران متجاورين، ثم يلتقيان في مسار واحد بتجويف صخري عميق داخل كهف جبلي. وتابع: "من الأماكن العجيبة بالمنطقة (العين المسحورة)، التي كلما اقترب منها الإنسان طفت المياه إلى سطح الأرض وكلما بعد عنها، رجعت إلى مكانها، ولا يوجد لهذه الظاهرة أي تفسير حتى الآن، ويعتقد أهالي المنطقة أنها مرصودة منذ أيام الفراعنة، كما تحتوى على مجموعة من الآثار، سواء كانت فرعونية أو رومانية، فقط تحتاج المنطقة لرعاية من قبل المسؤولين والاهتمام بالسياحة العلاجية. أوضح الدكتور مصطفى عبد المقصود، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم بطب طنطا، أن العيون المقفولة التي تحتوى على مياه معدنية مالحة موجودة بمصر تنتشر من سيوة إلى الواحات البحرية على امتداد 40 كيلو مترا، ويبلغ عددها حوالي 15 عينا، لكن المعروف منها أربعة فقط، أهمها بئر حلفا بالواحات البحرية، التي بفضل مكوناتها من أملاح وكبريت، تساعد على إصلاح الطبقة السطحية للجلد، التي تتكون من السوائل الناتجة عن العرق والدهون. وأضاف: "مياه البئر تفرز طبقة على الجلد تكون بمثابة فلتر أو مصفاة، تساعد على الاستفادة من أشعة الشمس الصالحة، والمياه المالحة بالبئر تعمل أيضا على تقوية الأوعية الدموية، وتفتح الدورة الدموية والشعيرات، فتصلح لتغذية الجلد وتدفق الدم في جميع الشعيرات، وتساعد على كفاءة الدورة الدموية والتنفسية، خاصة أن نسبة الأكسجين أعلى وأنقى، فتكون بمثابة غسيل للصدر والدورة الدموية"، مطالبا الدولة والمختصين بتنظيم دورات ومؤتمرات عالمية على أمل دخول الاهتمام بالسياحة العلاجية حيز التنفيذ الفعلي. ويرى نبيل زغلول، خبير سياحي، أن الاهتمام بهذا البئر المهم، يدر دخلا بمليارات الدولارات علي مصر، إلا أن تجاهل المسؤولين لأهميته، جعل حصيلة السياحة العلاجية يقترب من خط الصفر للإصرار على تجاهل الأماكن المميزة والشهيرة عالميا في هذا المجال، وغياب التسويق لهذا النمط، بجانب عدم وجود رؤية واضحة لتنشيطه وتفعيله. وأكد مصدر بهيئة تنشيط السياحة، طلب عدم ذكر اسمه، أن بئر حلفا من الكنوز السياحية غير المستغلة، مضيفا أن مصر تحتل موقعا متميزا على خريطة السياحة العلاجية، ما يجعلها مقصدا لراغبي الاستشفاء من جميع أنحاء العالم، وعلى المسؤولين بالدولة والهيئة العمل على إعادة استغلال هذا القطاع الحيوي والترويج له، إلى جانب الاهتمام بالسياحة الأثرية والثقافية والترفيهية. كانت منطقة آثار الغربية نظمت مؤتمر السياحة الأول بهدف عمل رحلات سياحية داخلية وخارجية من أجل زيادة الوعي الأثري وتنشيط السياحة وتنظيم رحلات سياحية لجميع محافظات الجمهورية لتنشيط السياحة الداخلية.