أسفر الصراع في جمهورية إفريقيا الوسطى عن تفاقم أزمة النزوح، التي يهملها العالم، ما يقوض آمال السلام، ويزيد من خطر تصاعد الصراع. وكشفت وكالة المعونة التابعة للمجلس النرويجي للاجئين، يوم الخميس الماضي، في مؤشرها السنوي، أن العالم يولي أقل أهمية للأزمات الإنسانية، خاصة تجاه قضية لجوء الأفارقة وإجبارهم على مغادرة منازلهم. قال موقع أوول أفريكا، إن أزمة النزوح في إفريقيا الوسطى تأتي على رأس قائمة المفوضية العليا للأمم المتحدة لأزمات النزوح العشرة الأكثر إهمالاً في العالم، تلتها جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وجنوب السودان ونيجيريا واليمن وفلسطين وأوكرانيا وميانمار والصومال. وأضاف الموقع أن عدم لجوء المتضررين إلى الأممالمتحدة وطلب المساعدة من منافذها الرسمية، لا يعطي الحق للأمم المتحدة أو الدول الكبرى أن تغلق عيونها عن معاناتهم أو تتخلى عن مسؤوليتها في مساعدتهم، موضحا أن البلدان التي تتصدر القائمة، تواجه عدم كفاية الدعم الاقتصادي لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، ومحدودية اهتمام وسائط الإعلام، والافتقار إلى الإرادة السياسية لحل الأزمات. وتابع: "يجب تقديم الدعم الاقتصادي للتخفيف من حدة الأزمات الإنسانية على أساس الاحتياجات، وعدم الخضوع للمصالح الجيوسياسية، خاصة أن الصراع المزمن الذي يشنه الميليشيات في دول مثل جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية، قد يدفع المزيد من الناس إلى الانضمام للجماعات المسلحة". وأردف "أوول أفريكا": "في عام 2016، تلقت الأممالمتحدة 38% فقط من الأموال التي تحتاجها لتوزيع المعونة الإنسانية في جمهورية إفريقيا الوسطى، ويواجه نصف السكان تقريباً انعدام الأمن الغذائي، من الذين يحصلون على وجبة واحدة فقط في اليوم، كما أن هناك 35% فقط من سكان جمهورية إفريقيا الوسطى يحصلون على المياه النظيفة"، مضيفا أن أزمة النزوح الجماعي، بجانب انعدام الحماية وعدم مساعدة المدنيين، يخلق أرضية خصبة للتكاثر، ما يعيق إعادة البناء والعمل من أجل السلام وصعوبة الاهتمام بالمشردين في حال زيادة عددهم. وتجدر الإشارة إلى أن واحدا من كل خمسة من سكان إفريقيا الوسطى؛ أي حوالي مليون شخص نزحوا، وتم تشريد ما لا يقل عن 100 ألف شخص في الشهر الماضي، في أسوأ أعمال العنف بين متمردي سيليكا المسلمين، والمليشيات المسيحية الانتي بالاكا، منذ بدء الصراع عام 2013. كما أن انتشار العنف العرقي في جمهورية الكونغو الديمقراطية أجبر أكثر من 1.5 مليون شخص على الفرار من ديارهم؛ أي أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الذين اقتلعوا من سوريا وخمس مرات عددهم في العراق، أما الحزام الجاف في منطقة الساحل، الذي يمتد من السنغال إلى إريتريا ويقع جنوب صحراء الصحراء، فقد تصدر مؤشر المجلس الوطني النرويجي العام الماضي، يليه اليمن وليبيا، وحصلت الأممالمتحدة على الخمس فقط من المبلغ المطلوب للنداء الإنساني، المقدر ب812.5 مليون دولار من أجل جمهورية الكونغو الديمقراطية هذا العام، و25% فقط من 400 مليون دولار مطلوبين لجمهورية إفريقيا الوسطى، ما يحمل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، جانب كبير من الأزمة نتيجة التقصير الشديد تجاه قضية النزوح.