في مطلع شهر يونيو الحالي تحتفل كينيا بالعام ال 54 على حصولها على الحكم الذاتي من الاحتلال البريطاني، وبذلك تكون كينيا هي من آخر الدول الإفريقية التي تحررت ومنذ ذلك الحين والدول الإفريقية قطعت خطوات كبيرة نحو التقدم والنمو كان آخرها إطلاق أكبر شبكة سكك حديدية تربط الشرق الإفريقي ببعضه، وهو أكبر مشروع للبنية التحتية الذي قامت به كينيا منذ الاستقلال. وفي هذا السياق؛ قال موقع أوول أفريكا إنه بصرف النظر عن العدد القليل من البلدان الإفريقية التي تواكب النمو، فإن الحالة قاتمة ومؤلمة، فالاستعمار الفعلي رحل بلا رجعة ولكن خلف ورائه المرض والجهل والجوع الذين لم تستطع معظم الدول الإفريقية القضاء عليه. وتابع الموقع أن بعض القادة الأفارقة الذين استولوا على السلطة بعد الاستعمار نهبوا بلدانهم ونهبوا الخزائن العامة وبنوا إمبراطوريات تنافس الآن الناتج المحلي الإجمالي للبلدان ولقد تخلف الزعماء الأفارقة عن الوعود التي منحوها لمواطنيهم قبل 50 عاما، وفي كل عام للانتخابات، يجدد الزعماء وعودهم المطاطة والتي بالتأكيد تذهب هباء فور فوزهم بالسلطة، ويعتبر الرئيس يحيى جامع مثال حي للزعماء أصحاب الوعود الكاذبة، فعندما تم انتخابه تركز خطابه الذي استمر 30 دقيقة على سياسة التعليم المهني كمفتاح لحل البطالة وتزايد الاقتصاد ولكن بعد فوزه لم يحقق وعده ولم تنتبه إدراته للتعليم من الأساس فكيف نلقي باللوم على المستعمرين بعد تركهم القارة منذ عشرات السنوات التي كانت كفيلة ببناء دولة من العدم. وأضاف الموقع على مدى السنوات الثلاثين الماضية، كانت إفريقيا سيدة قرارها، وكانت النمور الآسيوية الأربعة هونغ كونغ وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان تماما مثل العديد من البلدان الإفريقية تعاني من الدمار والجوع والفقر والعبث؛ ومع ذلك فإن هذه المناطق هي الآن بلدان صناعية توفر الأمل لمواطنيها ودول كبرى تنافس أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، الفرق بين النمور الآسيوية وإفريقيا هو أنه بينما ركز قادة الدول الأسيوية على بناء الأمة، ركز قادتنا على بناء جيوبهم الشخصية، إن أوجه عدم المساواة التي نراها اليوم في أفريقيا هي نتيجة للجشع الذي تبناه المؤسسين للدول الإفريقية بعد الاستقلال وخلفاؤهم من السياسيين، فالرؤساء الأفارقة يقودون البلدان التي تعتبر من أفقر البلدان في العالم، إلا أنهم من بين أكبر الزعماء أجرا في العالم، وحياتهم الفاخرة هي موضع حسد للكثيرين من أقرانهم من زعماء الدول الكبرى. وذكر الموقع أن إفريقيا قارة تعانى من مشاكل أساسية مثل الصرف الصحي والملاريا والتعليم والصحة وما إلى ذلك، ولكن القارة نفسها هي مكان الفساد الذي يستشري برعاية حكوماته حيث لا يحاكم مجرم وليس هناك جهدا جذريا لترويض الفساد والمحسوبية، وبدلا من قيام هؤلاء الزعماء بتغيير بلدانهم بلا أنانية والعيش في حياة التضحية، جمع العديد من هؤلاء القادة ما يكفي من الثروة التي تمكنهم من الوصول الى السماء وقوفا على هذه الأموال الضخمة، ولن تتأثر حساباتهم شيئا مهما صرفوا منها. وأشار الموقع إلى أنه قبل خمسين عاما، عندما تولى الأفارقة السود السيطرة على السلطة كان الأمل يتدفق في جميع أنحاء القارة بتحدي كل العقبات التي أقامها المستعمر في طريقهم نحو النمو والتقدم، وجاءت مراسيم الاستقلال بوصفها أملا كبيرا لملايين الأفارقة الذين احتراقوا من الظلم الذي لا يوصف، وجاء الاستقلال يوم جديد مشرق بعد عصر من القمع وعدم الاحترام ولكن بعد خمسين عاما، لا يزال أغلبية الأفارقة يعيشون في ظلم وفقر ومرض وبصرف النظر عن مخالب الاستعمار الجديد، قد ربط النخبة السود الأفارقة القارة بسلاسل من المحسوبية والتمييز على مدى خمسين سنة من الحكم الذاتي والاستقلال، وهناك 91 في المئة من الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم يعيشون في إفريقيا ويموت أكثر من مليون من البالغين والأطفال سنويا من فيروس نقص المناعة البشرية في أفريقيا وحدها ومرت خمسون سنة وما زال هناك، 90٪ من جميع حالات الملاريا تحدث في أفريقيا، ويموت 000 3 طفل كل يوم في أفريقيا من الملاريا وعلى مدى أكثر من 5 عقود، فشلت إفريقيا في تنويع صادراتها لأن منتجا واحدا أو اثنين يمثل 75 في المائة على الأقل من إجمالي الصادرات في معظم بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقال موقع كابيتال إف إم كينيا إن إفريقيا عملاق نائم نهب من قبل المستعمرين القدامي والجدد، لقد شوه الغرب تاريخ أإريقيا، ومحوه وأهلكوه تماما في غزو إفريقيا وفي الآونة الأخيرة، يحاول الأفارقة السود الكشف عن تاريخهم الذي تضرر من قبل الأوروبيين. المصدر