تجاهل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أحد أكثر الأخبار إيجابية في الشرق الأوسط، في الأسبوع الماضي، حيث تمكن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، من الفوز في الانتخابات بولاية ثانية بنسبة 57%، وقد صوت ثلاثة أرباع الإيرانيين في الانتخابات، أي بنسبة أكثر 20% من الولاياتالمتحدة. يعد اتهام إيران بارتكاب أفعال خاطئة أمرًا غير صحيح، كما أن إلقاء اللوم عليها بشأن الهجوم السعودي على اليمن أيضا أمر سخيف، من الحقائق أنه لا توجد طائفية في إيران كما في بقية العالم الإسلامي. وجود إيران في عملية السلام في الشرق الأوسط أمر ضروري، حيث إن لها تأثيرًا قويًّا في عدة أجزاء من العالم الإسلامي، ولا يمكن تجاهل ذلك، كما يبلغ عدد سكانها نحو 80 مليون نسمة، أكثر من تعداد سكان السعودية والكويت والإمارات وقطر معًا. بخطاب التقارب من السعودية الذي ألقاه دونالد ترامب في الرياض قد يكون قد استبعد واحدة من صناع السلام في المنطقة، كما أن الصراخ ليس مفيدًا لصنع السلام. ورغم الهجرة والخناق الاقتصادي لم تنهر إيران كدولة قومية، والآن يسعى الغرب لإقامة علاقات جديدة مع طهران، بجانب الهند والصين، فقد انتهت أوقات الحصار، ولا يستطيع ترامب تغيير هذه الحقيقة. كان على ترامب كرئيس للولايات المتحدة الدولة الصانعة للقرار أن يستغل ما سبق، ولكنه فقد هذه الفرصة في محاولة لاكتساب شعبية في السعودية، والتي تلقي باللوم على إيران في توليد الصراعات. تستحق إيران الاحترام على اختيار ناخبيها، أما نداء ترامب للوحدة فكان منقسمًا. ذكر ترامب أن الحروب في المنطقة ليست دينية، في حين نصح السعوديين بالقتال للقضاء على الطوائف الإسلامية الأخرى، هذا التناقض يصب الزيت على النار، ويزيد من حدة الخلافات الدينية. الوهابية هي المذهب الذي يهيمن على السعودية، وسط نظام ملكي استبدادي خالٍ من الديمقراطية، حيث لا توجد انتخابات، وليس للمرأة حقوق، ولا حتى قيادة السيارة، التدوين على الإنترنت قد يعرضك للعقوبات، إنه نظام بربري يجب على الولاياتالمتحدة الابتعاد عنه. تتحمل السعودية مسؤولية هجمات 11 سبتمبر، وقد أقر ترامب بذلك أثناء حملته الانتخابية، كما أنها تدمر اليمن دون مبرر. وبالمقارنة مع السعودية، ينبغي الإشادة بإيران لقيامها بالعملية الانتخابية على مدى عقود، وفيما يتعلق بحقوق الإنسان فإيران ليست مثالًا لحقوق الإنسان، ولكن السعوديين يسجنون كافة المعارضين. تجبر إيران النساء على ارتداء الحجاب، ولكن لهن حق الانتخاب والترشح للمناصب السياسية، كما يدرسن في الجامعات ويعملن. أعلنت الحكومة الإيرانية أنها ستواصل عملها النووي وتجاهلت تصريحات ترامب، وتمسكت بالوعود التي كانت مع الولاياتالمتحدة في فترة رئاسة باراك أوباما. لماذا لا تسمح السعودية بامتلاك إيران قنبلة نووية في حين أنها تمول باكستان لتطوير قدرتها النووية لمواجهة الهند؟ وربما تكون باكستان أكثر تحفظًا دينيًّا من إيران. الآن، بعد أن قررت الولاياتالمتحدة بيع الأسلحة للسعودية بقيمة 110 مليار دولار، من الصعب الاعتراض على برنامج إيران النووي. ترامب لا ينتوي السلام، فقط يرغب في إجراء الصفقات، حيث الأسلحة والعقارات، كما أنه أعلن الحرب على إيران وألمانيا وأوروبا وحلف الناتو والبيئة والمسلمين والمثليين والفقراء والنساء والمحاربين القدامى والدستور ووسائل الإعلام والقضاء والأقليات والمهاجرين. هناك شيء واحد مؤكد، هو أن الولاياتالمتحدة لن تكون وسيطًا للسلام، حيث بالفعل تمكنت روسيا من القيام بهذا الدور وقيادة محادثات آستانة للسلام من أجل سوريا مع "إيران" وتركيا. المصدر