بدأت سكة حديد مومباسا نيروبي عملها يوم الأربعاء؛ لتصبح بذلك أحدث إضافة إلى قائمة خطوط السكك الحديدية الصينية التي أقيمت في إفريقيا، والتي تعد تطورًا سريعًا، وتسهم في تحقيق النمو الأخضر، ويقطع خط السكة الحديد الذي يبلغ طوله 480 كم الرحلة من العاصمة الكينية إلى ميناء مومباسا، وهو أكبر ميناء في شرق إفريقيا. قال موقع نيو شاينا إن المشروع يعتبر أكبر مشروع بنى تحتية لكينيا منذ استقلالها، حيث كان آخر خط سكك حديدية تم إنشاؤه في كينيا عام 1963، والذي اعتمد عليه الناس، والذي لم يكن فعالاً بما يكفي لتلبية مطالب اقتصاد كينيا المتصاعدة على مدى قرن من الزمان، وبسبب الافتقار إلى الصيانة والارتقاء، انخفضت سرعة السكة الحديد إلى أقل من 40 كم / ساعة، وحجم شحنها السنوي أقل من مليون طن، وهو ما يمثل أقل من 10 في المائة من إجمالي إنتاج ميناء مومباسا وتابع الموقع أن إطلاق خط السكك الحديدية الجديد الذي تقود قاطرته الصين سيعطي دفعة كبيرة لصناعة السياحة في كينيا وهي ركيزة أساسية للاقتصاد، حيث إن الخط سيربط بين الشاطئ والمنطقة السياحية الشهيرة في العالم، وباعتبارها واحدة من المشاريع الرئيسية لرؤية كينيا لعام 2030 التي تهدف إلى تحويل كينيا من دولة متوسطة الدخل إلى حديثة التصنيع توفر حياة عالية الجودة لجميع مواطنيها، فمن المقرر أن تلعب دورًا هامًّا في التحول الذي تشهده دولة شرق إفريقيا. وأضاف الموقع أن السكة الحديد ستعزز التكامل الإقليمي والتقدم الاقتصادى بطريقة غير مسبوقة، من خلال نقل البضائع والأفراد مما يتطابق مع طموح كينيا، لتصبح مركزًا إقليميًّا للنقل والصناعات التحويلية، وبفضل براعة الهندسة والوعي البيئي من شركة الطرق والجسور الصينية (كريك)، فإن خط السكك الحديدية الجديد سيحافظ على الحياة البرية، حيث لا يعيق تواجد الحيوانات التي تنتشر في تلك المنطقة كالزرافات والفيلة وغيرها، وقامت الشركة الصينية ببناء سياج كبير تسير عليه القطارات، لتسهل عبور الحيوانات على جانبي المسار؛ لتفادي تسلق الحيوانات وتصادمها مع القطارات المتحركة. وأشار الموقع إلى تصريحات ستيفن تشاو، مدير الخارجية والتعاون في شركة "سي آر بي سي" الصينية والذي قال: "نلتزم باستمرار بأعلى معايير حماية البيئة والحياة البرية، والحفاظ على الطاقة، وخفض الانبعاثات، ونحن نفعل ذلك لأن ذلك هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به بناء على قيمنا". وكانت هذه الرسالة مطمئنة بما يكفي للقيادة الكينية باستمرار التعاون مع الصين التي تحترم مبادئها والدول التي تتعامل معها، وقد أشاد خبراء الحفاظ على البيئة الكينيون بالجهود التي بذلتها الصين للحفاظ على البيئة بجانب تحقيق هذا المشروع الضخم. وذكر موقع شنخوا أن طرق السكك الحديد الجديدة تلك ليست سوى بداية لما سيصبح في نهاية المطاف ممر شرق إفريقيا بطول 2700 كيلومتر، يربط بين كينيا وأوغندا ورواندا وجنوب السودان وغيرها من بلدان شرق إفريقيا، وفي السنوات القليلة الماضية ظهر عدد من خطوط السكك الحديدية الصينية في أفق القارة الإفريقية بأكملها، وفي أكتوبر من العام الماضي افتتحت أول سكة حديدية عابرة للحدود في إفريقيا، وهي السكك الحديدية بين إثيوبيا وجيبوتي، وستعمل السكك الحديدية التى تبلغ مساحتها 752.7 كم على تعزيز اقتصاد إثيوبيا غير الساحلية من خلال نقل البضائع من ميناء جيبوتى. ويعالج ميناء جيبوتي أكثر من 90 في المائة من واردات إثيوبيا المتنامية بسرعة، وسيختصر خط السكة الحديد وقت النقل من أسبوع إلى 10 ساعات فقط. وفي عام 2015، تم إطلاق خط سكة حديد بينغيلا الذي يبلغ طوله 1344 كيلومترًا في أنغولا، والذي يربط بين (ميناء لوبيتو وجمهورية الكونغو الديمقراطية)، وفي يوليه من العام الماضي، كشف النقاب عن خط أبوجيا – كادونا، وهو أول مشروع قياسي لتحديث السكك الحديدية الذي تضطلع به نيجيريا، وهو البلد الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إفريقيا، ثم بدأ بناء القطاع التالي، خط سكة حديد لاغوس-إيبادان الذي يبلغ طوله 312 كم، منذ مارس، وبما أن المزيد من هذه السكك الحديدة الحديثة والكفاءة في استخدام الطاقة يتم بناؤها لتصبح جاهزة للعمل، فمن المتوقع أن تسرع في نمو إفريقيا، وتمهد الطريق أمام القارة لتحقيق الازدهار.