المساعدات الأمريكية لإفريقيا محور خلاف جديد بين الرئيس دونالد ترامب وعدد من المسؤولين بالولاياتالمتحدة، بعد مقترح الإدارة تقليصها، ويرى كثيرون أن المقترح حال تنفيذه سيقلص بشكل كبير من النفوذ الأمريكي في القارة السمراء، ويفسح المجال أمام دول مثل الصين لملء الفراغ. قالت صحيفة واشنطن بوست: "يبدو أن هناك خلافا بين الرئيس الأمريكي ترامب، وكبار مسؤولي الولاياتالمتحدة؛ فيحاول ترامب تقليص علاقته مع الدول الإفريقية وتقليل المساعدات والجنود الأمريكيين في مناطق الصراع"، وأشارت الصحيفة إلى تصريحات جرانت هاريس، مساعد الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية من 2011 إلى 2015، الذي قال: "لا يمكننا التنازل عن هذا الفضاء الإفريقي للصين ولاعبين آخرين لينتهزوا فرصة ابتعاد الولاياتالمتحدة ويعمقوا علاقاتهم الاقتصادية وروابطهم السياسية مع القارة". وأضافت الصحيفة: "ميزانية ترامب الفيدرالية الجديدة تضع حدا للانخراط الأمريكي المهم في القارة، الأمر الذي يعتبره المسؤولون خطرا كبيرا على العلاقات الأمريكية الإفريقية، التي توصف بالحيوية للأمن القومي الأمريكي؛ من أجل وقف انتشار التهديدات العابرة للحدود والإرهاب، فضلا عن الأوبئة التي قد تصل إلى الولاياتالمتحدة وتسبب أزمة كبرى"، متابعة: "يجب أن تصبح إفريقيا مستقرة، وتحقيق الاستقرار يتطلب أن تظل الولاياتالمتحدة نشطة ولديها وجود قوي في القارة، ليس من خلال تقديم المساعدات الإنسانية فحسب، بل أيضا من خلال تعزيز النمو الاقتصادي". وأوضحت "واشنطن بوست": "سياسة ترامب بتخفيض الميزانية لإفريقيا، ستضر بالولاياتالمتحدة جداً، في حين لن تضر بالقارة السمراء ذاتها؛ خاصة أن هناك بعض الدول الكبرى تتنافس على مساعدتها والاستثمار بها وتقوية نفوذها هناك"، مضيفة أن المناخ السياسي الأمريكي الجديد يسير نحو التراجع عن إفريقيا، وهناك شعور حقيقى بأن الولاياتالمتحدة قد تتراجع عن دورها كزعيم عالمي، ما يفتح الباب أمام دول أخرى مثل الصين؛ لتعزيز وجودها في القارة. وأكدت الصحيفة: "تشارك الصين بالفعل بنشاط في توفير الأموال لكثير من البلدان الإفريقية التي بحاجة ماسة إلى تحسين الهياكل الأساسية، حتى أصبح نفوذ الصين في إفريقيا مرئي"، موضحة أن العلامات الصينية في المطارات بجميع أنحاء القارة يثبت أن الولاياتالمتحدة بالفعل تتراجع، وبالمقابل، التمويل الصيني لمشاريع البنية التحتية في العديد من البلدان الإفريقية جيدة، لكن المشاريع بها نقطة ضعف، يجب على الولاياتالمتحدة أن تنتهزها، وهي أنها "لا توجد بينها سلاسل مرتبطة"، ما يعني عدم وجود شروط بشأن لوائح العمل، وحقوق الإنسان، أو المخاوف البيئية، لكن الولاياتالمتحدة تحتفظ بمعايير مختلفة. وأشارت الصحيفة إلى أن تعزز العلاقات مع بلدان القارة السمراء مهم للغاية؛ خاصة أن الشركاء الأفارقة لهم أصوات متزايدة الأهمية على الساحة العالمية، وأصبحوا يشكلون أيضاً أكثر من ربع الأصوات في الأممالمتحدة، ويرى المسؤولون الأمريكيون أنهم بحاجة إلى شركاء أفارقة لدفع الأولويات الأمريكية.