منع «18 يوم» نهائيًا.. محاولات طمس ثورة يناير مستمرة

لم يكن يتوقع صناع فيلم «18 يوم» الذي شارك في الدورة الخامسة والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2011، ورشح لجائزة مهرجان بروكسل السينمائي في نفس العام، أنه لن يرى النور، بعد محاولات استمرت 6 أعوام للحصول على تصريح بالعرض الجماهيري.
فوجئ القائمون على الفيلم منذ أيام بقرار نهائي من الرقابة على المصنفات الفنية بعدم عرضه نهائيا بحجة كثرة الألفاظ الخارجة، حيث لم يعرض سوى لمرة واحدة فقط في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية عام 2013، ضمن عروض خاصة بالمركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة والإسكندرية.
الأسباب التي اعترضت عليها الرقابة من مشاهد وأحاديث وألفاظ باعتبارها تجاوزات، في حالة حذفها تضر بالسياق الدرامي، ما يعد غير مقبول من جانب صناع الفيلم، الذين خاضوا صراعات طويلة مع الرقابة منذ الإعلان عن اسمه فقط، وظل «18 يوم» ممنوعا من العرض، رغم المشاركات الدولية المتعددة.
شارك في كتابة الفيلم "تامر حبيب، عباس أبو الحسن، أحمد حلمي، بلال فضل، أحمد عبدالله، شريف عرفة، ناصر عبد الرحمن، يسري نصر الله، شريف البنداري، مريم أبو عوف"، ويوثق كل ما حدث خلال ال18 يوما منذ اندلاع ثورة 25 من يناير عام 2011 حتى لحظة تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ويقدم الفيلم عشرات القصص والحكايات التي قعت خلال الثورة، كل قصة تحمل عنوان مختلف مثل: "احتباس، خلقة ربنا، 19/19، الطوفان، حظر تجول، كحك الثورة، 2/2، شباك، داخلي خارجي، أشرف سبرتو"، هذه القصص تناولت جوانب مختلفة ل18 يوما، من قلب ميدان التحرير أو خارجه، ومن جميع وجهات النظر، سواء للمشاركين أو الرافضين أو المتحمسين أو المنتفعين أو غير المهتمين، ومنها حبس عدد من الشخصيات السياسية بتعليمات من الأجهزة الأمنية داخل إحدى مستشفيات الأمراض العقلية، والقبض على أحد دعاة الثورة والتظاهر، واستغلال البائعين لهذه الظروف في كسب لقمة العيش.
ويشارك في الفيلم عدد كبير من الفنانين، منهم "أحمد حلمي، منى زكي، هند صبري، حنان ترك، عمرو واكد، أحمد الفيشاوي، إيمي سمير غانم، آسر ياسين.."، ومن إخراج شريف عرفة، ويسرى نصر الله، وخالد مرعي، وأحمد علاء، ومروان حامد، ومريم أبو عوف، وشريف البنداري، وكاملة أبو ذكرى".
وعن أسباب منع عرض الفيلم، أشار المخرج يسري نصر الله، أحد المشاركين في كتابة وإخراج العمل، إلى أسباب غامضة وراء منعه من العرض الجماهيري لمدة 6 أعوام، ربما كان سبب سياسي وراء الأمر، بحسب تعبيره.
وقالت حنان شومان، الناقد الفنية: طإذا كان اعتراض الرقابة على لغة الحوار داخل الفيلم، فليس من المعقول أن مدته كاملة بها لغة حوار أو ألفاظ خارجة لا يمكن عرضها، فمن الواجب على الرقابة تحديد بدقة وجه الاعتراض ومطالبهم"، لافتة إلى أسباب سياسية وراء حجب الفيلم عن الجمهور، بحسب تعبيرها.
وأضافت شومان ل"البديل" أن مسألة الرقابة عفى عليها الزمن لأننا الآن فى عصر التكنولوجيا والإنترنت، وإذا وضع الفيلم على اليوتيوب سوف يشاهده أضعاف من سيشاهدونه في دور العرض السينمائية.