أكد د.طه عبد الوهاب خبير المقامات الصوتية أن الشيخ مصطفى اسماعيل، ابن مدينة طنطا، استطاع بحرفية كبيرة أن يتلو القرآن الكريم بأكثر من مقام صوتي، وتابع قائلا: "الشيخ مصطفى اسماعيل هو أذكى قارئ أنجبته مصر". جاء ذلك خلال احتفالية أقامها نادي الأدب بقصر ثقافة طنطا للاحتفاء بالشيخ مصطفى اسماعيل كأحد أعلام محافظة الغربية. وتحدث خبير المقامات الصوتية عن التصوير النغمي في أداء الراحل الكبير، ووصفه بأنه شديد التأثير في ايصال معاني القرآن للمستمع، موضحا الفرق بين التغني بالقرآن والغناء قائلا: "التغني هو استخدام النغم في اظهار معاني الكلمات والأحكام"، وأشار الى أن الأصل في قراءة القرآن الكريم، هو التجويد. وقال الأديب والناقد مختار عيسى نائب رئيس اتحاد كتاب مصر: "الشيخ مصطفى اسماعيل يدهشني كثيرا، انه متفرد الى حد كبير، أنا أحد المفتونين بالراحل العظيم، واقولها قولا واحدا الهوية الاسلامية المصرية مختلفة تماما عن من سواها، من حيث التميز بالوسطية، والربط بين الدنيا والآخرة، لا تجدها الا عند عظماء القراءة في مصر". من جانبه، اشار الأديب محمد عبد السميع نوح الى العلاقة بين الصوت وطريقة الأداء، وبين المعنى والتفسير، مؤكدا أنها علاقة وثيقة جدا، تتوقف على اتقان وجودة وعاطفة القارئ، واستطرد قائلا: "مع الشيخ مصطفى اسماعيل، تشعر كأنك تسمع بعينيك وترى بأذنيك". من جانبه أكد د.تامر الكاشف مدير عام ثقافة الغربية خلال كلمته أن الاحتفال بالشيخ مصطفى اسماعيل هو مجرد انطلاقة نحو الاحتفاء بالعديد من أعلام محافظة الغربية، اللذين أثروا الحياة الأدبية والفنية والثقافية، كما استعرض أهم المحطات في حياة الشيخ، مشيرا الى أنه من مواليد عام 1905 بقرية ميت غزال، احدى قرى محافظة الغربية، حفظ القرآن في سن ال 12 سنة، ثم التحق بالمعهد الأحمدي، تم تعينه المقرئ الرسمي للملك فاروق، كما كرم من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فيما رافق الرئيس السادات الى القدس في عام 1977. اختتمت فعاليات الليلة الاحتفالية بكلمات الشكر والتقدير من الشاعر مصطفى منصور، رئيس نادي أدب قصر ثقافة طنطا، الى الحاضرين، لحرصهم التواجد والمشاركة في تكريم أحد كبار القراء في مصر والوطن العربي، كما استمتع الحضور بباقة من الأدعية والتواشيح الدينية، قدمها الشيخ والمبتهل محمد المصري.